قال نائب الأمين العام لجمعيّة العمل الإسلاميّ سماحة الشيخ عبد الله الصالح إنّ مشروع صفقة القرن ليس جديدًا بل هو مشروع قديم أُحيي بلباس آخر وقدّم من جديد.
وحول عقد المؤتمر الاقتصاديّ الممهّد لها في البحرين دون غيرها من الدول أوضح سماحته في مداخلة لقناة العهد الفضائيّة يوم الثلاثاء 2 يوليو/ تموز 2019 أنّ النظام الخليفيّ لا يستطيع أن يرفض طلبات الأمريكان والغربيّين، فإنّه يستجيب لهم رغمًا عن إرادة أبناء الشعب الذين لا يوافقون على هذه الورشة ولا على حضور الصهاينة أو ترويج ذلك، وعلاوة على ذلك إنّه من أولئك الداعمين والساعين لترويج التطبيع مع الصهاينة في المنطقة، مضيفًا أنّ مشروع صفقة القرن هو مشروع الإدارة الأمريكيّة وحكومة آل سعود تدعم هذه التوجّهات وبالخصوص محمد بن سلمان، وهم لا يستطيعون إقامة هذه الورشة في المملكة السعوديّة بحكم أنّها تعتبر منطقة إسلاميّة أساسيّة، لهذا فإنّها تطلب إقامتها في البحرين حيث إنّ دخول الأجانب إليها أسهل بكثير، وآل خليفة لديهم الاستجابة الطيّعة التي تدفع باتجاه أن تعقد مثل هذه الورشات في المنامة.
وقال الشيخ الصالح إنّ البحرين معروفة في العالم العربيّ والإسلاميّ بأنّها متضامنة مع القضيّة الفلسطينيّة ومدافعة عنها، وأوّل مؤتمر عقد عن فلسطين سنة 1964 دفاعًا عن القدس كان في البحرين، وشعبها دائمًا سبّاق للخروج للتضامن مع كلّ القضايا الفلسطينيّة، وهو قد قدّم شهداء سواء في داخل فلسطين أو داخل البحرين دفاعًا عنها، ولكن حكومة آل خليفة لا تسير بإرادة شعبيّة، ولا ضمن رغبات أبناء الشعب البحرانيّ، لذلك هناك امتعاض كبير داخل البحرين، ومعارضة شديدة، فالقضيّة التي أجمع عليها كلّ أبناء البحرين هي القضية الفلسطينيّة والحراك الذي شهدته البحرين في الفترة الماضية شارك فيه كلّ أبنائها، فقط حكومة آل خليفة هي التي تفرّدت باختيار هذا القرار وبدعم من الأمريكان وبطلب منهم ومن السعوديّين.
ونوّه إلى أنّ هذه الورشة فشلت، ولن تسجّل لا هي ولا غيرها من مشاريع التطبيع ومشاريع استيعاب الصهاينة ضمن المنطقة أيّ نجاح، إسوة بمؤتمرات مدريد وشرم الشيخ والأردن، وأوروبا، فالكيان الصهيوني جسم غريب عن المنطقة، والغرب يحاول زرعه من أجل إشغال الأمّة العربيّة والأمّة الإسلاميّة لمنع تقدّم هذه المنطقة حتى تكون سوقًا مفتوحة للأوروبيّين، لكنّ القضيّة مع الصهاينة هي قضيّة احتلال، وليست قضيّة اقتصاديّة، أو علاقات عامة، لذلك لا توجد دولة في المنطقة تندمج مع الصهاينة لأنّ شعوبها ترفض ذلك، مردفًا «لذلك لن تنجح ورشة البحرين، ولن تنجح أيّ ورشة أخرى، وصفقة القرن ولدت ميتة، طالما أنّ الحقوق العربيّة والفلسطينيّة لم تعد إلى أهلها، وهذه الحقوق لن ترجع إلا بذهاب هذا الكيان الغاصب».