التقى سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم يوم الأحد ٣٠ يونيو/ حزيران ٢٠١٩ بممثل الإمام الخامنئي ومدير الهيئة الدراسية والكادر الإداري والتعليمي في جامعة قمّ.
وكان لسماحته كلمة قصيرة قالل فيها إنّ أمريكا تحاول الحضور بعبثيتها وشيطانيتها ومنهجها التخريبي وجاهليتها وسوء قصدها في كلّ شبر من العالم، مشدّدًا على أنّها تسعى جادّة لأن تحضر في كلّ بيت، وفي كلّ عقل وكلّ قلب وكلّ مدرسة وجامعة، وفي كلّ مجالٍ من مجالات الحياة، في أي بلدٍ من بلدان العالم، ومخاطبًا الهيئة الدراسية «أنتم من رجال هذه المعركة ومن أبطالها، وأنتم حَمَلة هَمّ الأمّة كلّ الأمّة».
وهذا نصّ الكلمة:
سعيدٌ جداً وشاكرٌ لكم جداً أنْ أتحتم لي فرصة الحضور حيث يجتمع نوران نور الإيمان ونور العلم، ميزتكم أنّكم مبعث نوران هما نور الإيمان ونور العلم، ونور الإيمان إنَّما يشع أكثر ويكون إيماناً واعياً أكثر ويكون إيماناً خلاّقاً بدرجة أكبر وإيماناً يعمر الدنيا كلها العمارة التي أرادها الله سبحانه وتعالى بدرجة أكبر حين يكون معه علم وعلمٌ حق، والعلم ما كان منه متعلقاً بأمور الدنيا وأمور المادة يعطي قوة وقدرة على الفاعلية والتغيير، ولكن تغييراً يحدث بواسطة العلم بعيداً عن نور الإيمان لا يكون في الكثير إلا تغييراً إن لم يكن ضاراً بالكامل فهو على جانب كبير من الضرر بإنسانية الإنسان وبِغاية الحياة لهذا الإنسان.
ليست الأمة الإسلامية وحدها وإنما هي الإنسانية كلها التي تحتاج إلى كلٍّ من العلم والإيمان وإلى التوافي والتكامل بين خط الإيمان وخط العلم.
باختصار شديد جداً..
إنّ أمريكا تحاول الحضور بعبثيتها وشيطانيتها ومنهجها التخريبي وجاهليتها وسوء قصدها في كل شبر من العالم.
أمريكا تسعى جادّة لأن تحضر في كل بيت، لأن تحضر في كل عقل، لأن تحضر في كل قلب، لأن تحضر في كل مدرسة وجامعة، في كل مجالٍ من مجالات الحياة، في أي بلدٍ من بلدان العالم.
في قبال ذلك، هذه الجمهورية المباركة، تسعى جادة في قِبال أمريكا لأن تحضر بوعيها، بإيمانها، بعلمها، بغايتها المرضيّة عند الله تبارك وتعالى، بفاعليتها الكبيرة، بجدّيتها، بهداها، باخلاصها للإنسانية في كل بلد حتى في أمريكا وبريطانيا ومختلف أنحاء أوروبا وفي مختلف البلاد الشرقية، وفي كل بلدٍ وفي كل بيتٍ وفي كل قلب.
فهي معركة وأنتم من رجال هذه المعركة ومن أبطالها، وأنتم حَمَلة هَمّ الأمة كل الأمة، ولستم تحملون همّ الجمهورية الإسلامية وحدها لأن الجمهورية الإسلامية بقائدها الفذّ الكبير ورجالها الصالحين لا تنغلق على حدودها، ولا تنغلق على إنسانها، ولا تنغلق على مصالحها، هي حاملة رسالة إلهية، والرسالة الإلهية رحمة للناس جميعاً.
الجمهورية الإسلامية صورة من رحمة الإسلام ومن رحمة رسول الله ومن رحمة القرآن الكريم، للأمة الإسلامية والإنسانية كلها.
هنيئاً لكم هذا الدور الرسالي الكبير وهذا الصمود وهذه الجديَّة وهذا البذل وهذه التضحية،
وجامعتكم هنا جزء من الجمهورية الإسلامية المباركة، فاعليتها لا تنغلق على حدود الجامعة وعلى حدود قمّ ولا على حدود الجمهورية -كما سبق-.
أنتم صنّاع أمة، وصنّاع مستوىً إنساني كبير مُحلّقٍ متجهٍ لله تبارك وتعالى.
بوركت جهودكم ووفقكم الله لكل خير، وأخذ الله بيدكم لما يُحب ويرضى، وكان الله في عون المؤمنين جميعاً إن شاء الله.