قال الفقيه القائد سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في كلمة ألقاها في الحفل التأبينيّ «بوابة الوصال» الذي أُقيم في مدينة قمّ المقدّسة إحياءً لذكرى 128 شهيدًا من شهداء الثورة الإسلاميّة وشهداء الدفاع عن الحرم المقدّس إنّ الشهداء لا يعرفون الحدود، ولهذا يجب أن ينفتح عليهم جميع أهل الحدود.
وأكّد سماحته أنّ هذه الأمة منبع شهداء، وخزين شهداء، وسيستمر تدفقهم، من أجل حفظ الأرض، وحفظ دين الله وإنسانية الإنسان، معتبرًا أنّ تقديم الشهداء مفخرة لهذه الأرض فكلّ قطرة دم لشهيد فيها مشاركة إيجابية كبيرة لإحياء دين الله، والعزّة، وإنّما تستمدّ الشعوب كلّ ذلك من أوّل قطرة دم شهيد إلى آخر قطرة.
وهذا نصّ الكلمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد بن عبدالله “صلى الله عليه وآله وسلم”.
الشهيد نور يخترق الآفاق، الشهيد في زاوية صغيرة من الأرض لا يبقى حبيس هذه الزاوية، الشهيد للزمن كله، الشهيد للمكان كله، للعالم كله.
ما معنى هذا الكلام؟
ينبع صدق هذا الكلام من أنّ الشهيد إنما سقط دمه على الأرض من أجل دين الله، ودين الله حاجة كل الأرض، حياة الأرض المادية، وحياة الأرض المعنوية، إنسانية الإنسان، كل ذلك لا شيء بلا دين حق، والشهيد إنما سقط على الأرض صريعاً من أجل هذا الدين، الدين الذي به حياة الناس، الذي به حياة الأرض، الذي به إنسانية الإنسان، الذي به سمو الإنسان.
الدنيا كلها مدينةٌ لشهدائكم كما هي مدينة لأي شهيد في سبيل الله سقط على الأرض.
الشهداء لا يعرفون الحدود، ولأنهم لا يعرفون الحدود فيجب أن ينفتح عليهم جميع أهل الحدود.
وهذه الأمة منبع شهداء، وخزين شهداء، وسيستمر تدفق الشهداء، من أجل حفظ الأرض، حفظ دين الله، حفظ إنسانية الإنسان.
هنيئاً لهذه الأرض المعطاء للشهداء، مفخرة هذه الأرض أن تقدم الشهداء في سبيل الله، كل قطرة دم لشهيد فيها مشاركة إيجابية كبيرة لإحياء دين الله، عزتنا، وعينا، استقامتنا، إنما نستمد كل ذلك من أول قطرة دم شهيد إلى آخر قطرة دم شهيد.
تيهي على الأرض أرض الشهداء، افخري على الأرض أرض الشهداء، قودي الأرض إلى الهدى أرض الشهداء،
أهنئكم ثانية، وثالثة، وإلى ما لا يُعدّ لأن أرضكم منبع شهداء وأنكم عشاق الشهادة.
مدينٌ لكم كثيراً، أشكركم كثيراً، أدعوا لكم كثيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.