كتب مدير المكتب السياسي لائتلاف 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي لصحيفة التمكين مقالًا تحت عنوان « قراءة بين مجزرتي المجلس العسكري في السوادن و درع الجزيرة في البحرين».
العرادي طرح في مقاله جملة تساؤلات حول التشابه الكبير بين طريقتي فضّ الاعتصامين، وعن سبب الزيارات المكوكية المستعجلة التي قامت بها قيادات عسكريّة سودانيّة محسوبة على النظام القمعي السابق لأربع عواصم عربيّة، مؤكّدًا ضلوع النظامين الإماراتي والسعوديّ في مجزرة القيادة العامة في السودان.
ولفت مدير المكتب السياسي إلى أنّ التحدي القادم على أبناء السودان الآن في سنة 2019 هو نفسه التحدي الذي يواجهه الشعب البحريني منذ عام 2011 والذي قدّم أكثر من 200 شهيد ومئات المهجرين والآلاف في السجون، موجّهًا التحيّة للشعب السوداني ولعوائل شهدائه الذين سقطوا في الاعتصام.
وهذا نصّ المقال:
هل هي صدفة أن يطالب شعب البحرين في سنة 2011 بحقوق سياسية ومدنية لم يحصل عليها منذ قرنين من الزمان؟
وهل هي صدفة أن يثور الشعب السوداني في سنة 2019 على سلطة نظام البشير ومجلسه العسكري القديم الجديد؟
وهل هي صدفة أن تحدث مجزرة مروعة في البحرين على يد قوات ماتسمى بدرع الجزيرة السعودي لفض الاعتصام الشعبي الوطني والتاريخي في دوار اللؤلؤة في المنامة؟ و هل هجوم المجلس العسكري السوداني لفض اعتصام القيادة العامة في الخرطوم بنفس الأسلوب الوحشي وطريقة التنفيذ دون اكتراث لحرمة الشهر الفضيل ومسترخصة أرواح رجال ونساء سلميين لم يطالبوا وهم صائمون بغير أبسط حقوقهم؟
بالتأكيد لا توجد أي صدفة بين المجزرتين في السودان والبحرين، خاصة عندما تعرف المحرك لهذه الأدوات التنفيذية القمعية وبمن تؤتمر ومن وفّر الغطاء السياسي والمادي والاستخباراتي لها ومن يملي أوامره وقراراته عليها.
وجوه مثل محمد بن زايد في أبوظبي و محمد بن سلمان في الرياض ليست غريبة أو بعيدة عن هذه المشاهد القمعية في الساحات العربية لإجهاض أي حراك مطلبي أو أي ثورة ضد الظلم والاستبداد وحكم العسكر.
زيارات مكوكية مستعجلة قامت بها قيادات عسكرية سودانية محسوبة على النظام القمعي السابق الى أربع عواصم عربية للحصول على الغطاء السياسي لفض الاعتصام المدني السلمي في الخرطوم وهذا ما تم بالفعل وبأبشع أسلوب قدّمه المجلس العسكري والذي راح ضحيته حتى الآن 35 مواطنًا سودانيًا بريئًا ومئات من الجرحى أكثرهم بحالة خطرة وحرجة، ممّا ذكرت هذه المشاهد في الشكل، مشاهد جرحى وشهداء دوار اللؤلؤة الشهير في البحرين بعد أن توفّر الغطاء السياسي نفسه لحكام آلخليفة بارتكاب مجزرة تاريخية وغير مسبوقة بحق المعتصمين السلميين هناك وذلك بمساندة قوات درع الجزيرة التي منعت بالقوة الحل السياسي في البحرين وعطلت مطالب الشعب وإرتكبت أبشع أنواع الإنتهاكات.
التحدي القادم على أبناء السودان الآن في سنة 2019 هو نفسه التحدي الذي يواجهه الشعب البحريني منذ عام 2011 الذي قدّم شعب البحرين خلاله أكثر من 200 شهيد ومئات المهجرين وآلاف في السجون يقضون أيامهم ولياليهم تحت الإهانات والتعذيب اليومي، ففي المشهدين يقف نظامي أبوظبي والرياض عائقًا لأي مسار سياسي تنتج من خلاله حكومة وطنية منتخبة ويكون الحكم فيه للشعب حكمًا مدنيًا تنبثق منه العدالة الاجتماعية والسياسية ويكون الشعب فيه مصدر السلطات.
تحية الى الشعب السوداني الثائر المظلوم، الرحمة على شهداء مجزرة الخرطوم، الشفاء العاجل للجرحى، وموعدكم النصر القريب يا أهلنا في السودان.