رأت الجمعيّة البحرينيّة لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيونيّ أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة والكيان الصهيونيّ خطَوا خطوات جديدة على طريق تصفية القضيّة الفلسطينيّة، بإعلان مستشار الرئيس وصهره جاريد كوشنر عن ورشة اقتصاديّة بعنوان «خادع» هو «السلام من أجل الازدهار».
وأكّدت الجمعيّة في بيان يوم الجمعة 24 مايو/ أيار 2019 أنّ هذه الورشة الاقتصاديّة المزمع عقدها في المنامة يومي 25 و26 يونيو/ حزيران المقبل بزعم تقديم الدعم والمساعدات المالية للفلسطينيّين هي باكورة خطط الانقضاض على القضيّة المركزيّة للأمّة وباب واسع للتطبيع والتحالف مع الكيان الصهيونيّ الذي لم يتوقّف يومًا عن قتل الفلسطينيّين ومصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم وأسر شبابهم، موضحة أنّهم أعلنوا جميعهم، بسلطتهم وفصائلهم ومؤسساتهم وقطاعاتهم الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة ومختلف مكوّناتهم، عن مقاطعة هذه الورشة، واعتبروا من يشارك فيها من الفلسطينيّين بأنّه خائن للقضيّة الفلسطينيّة ولشهدائها وشعبها، وطالبوا بإلغائها كونها مقدّمة لمخطط جديد لتصفية القضيّة الفلسطينيّة تحت عنوان «صفقة القرن».
وقالت إنّ صفقة القرن وورشتها الاقتصاديّة ترجمة لمواقف رئيس الوزراء الصهيونيّ بنيامين نتنياهو التي كان يروّجها منذ مطلع تسعينيّات القرن الماضي، ووجد في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضالّته ومنفذ رغباته فأعلن موافقته على ضم مرتفعات الجولان السوريّة إلى الكيان، ونقل السفارة الأمريكيّة إلى مدينة القدس واعترافه بها عاصمة للكيان ضاربًا عرض الحائط حقوق الشعب الفلسطينيّ وكلّ المواثيق الدوليّة ذات الصلة بحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، والتحرر من الاستعمار وإقامة دولها التي تعبر عن رغباتها وتطلعاتها المشروعة.
ووصفت الجمعيّة الأسلوب الذي يتعامل فيه الرئيس الأمريكي مع زعماء بعض الدول العربيّة وقادتها بالتعامل الدوني الذي يعبّر عن نياته تجاه المنطقة العربيّة بتعاطيه مع أنظمتها على أنّها أنظمة ضعيفة تحتاج إلى الحماية مقابل المال، وهذا ما يحاول الكيان والإدارة الأمريكيّة ترويجه إزاء الفلسطينيّين بعد أن أُحكم الحصار على الضفة الغربية وقطاع غزة وتم منع انتقال الأفراد والبضائع بين المنطقتين وأوقف الدعم المالي لمنظمة الأنروا الخاصة باللاجئين الفلسطينيّين، وتضاعفت عملية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينيّة لبناء المستوطنات الصهيونيّة.
وشدّدت على أنّ خطورة المرحلة وزيادة حجم المؤامرات على القضيّة الفلسطينيّة تفرض ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، وإعادة الاعتبار للشعب الذي قدّم قوافل الشهداء ولا يزال يقدّم من أجل تحرير الأرض وإقامة الدولة الوطنيّة الديمقراطيّة المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وأكّدت الجمعيّة البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني رفضها عقد هذه الورشة في البحرين، مطالبة النظام الخليفيّ بالمباشرة في إلغائها حيث إنّ من ضمن أهدافها الإمعان في التطبيع مع الكيان الصهيوني وعقد تحالفات مشبوهة بينه وبين بعض الأنظمة العربيّة المندفعة لتطبيع العلاقات، وهو الأمر الذي يرفضه الشعب البحريني على وجه الخصوص وجميع الشعوب العربية.