بسم الله الرحمن الرحيم
كنّا على ثقةٍ من أنّ النظامَ الحاكمَ في السعوديةِ لن يستطيعَ أن يتحملَ فترةً أطولَ في تجميلِ صورتِه وتزيينِ جبهتِه المشوهةِ أصلًا، كما أنّنا كنّا على ثقةٍ من أنّه وهو يمارسُ كتمَ مشاعرِه الصفراءِ تجاهَ المقاومينَ والشرفاءِ ولا سيما أتباعُ أهلِ البيتِ عليهم السلام لن يستطيعَ أن يستمرَّ بمسرحيّتِه المكشوفةِ، وأنه سوفَ يكشرُ عن أنيابِه سريعًا، فليسَ إتاحةُ قيادةِ السيارةِ للمرأة ولا فتحُ مسرحٍ أو مسرحينِ للغناءِ في السعوديةِ دليلين حقيقيينِ على انتقالِ هذا النظامِ من مرحلةِ الطائفيةِ والعمالةِ إلى مرحلةِ الوطنيةِ والديمقراطيةِ والانفتاحِ الحقيقيِّ على الآخر .
إنّ إقدامَ هذا النظامِ يومَ الثلاثاء على إعدامِ ثُلّةٍ طاهرةٍ من مواطنيهِ من أتباعِ أهلِ البيتِ بهذه الطريقةِ الفجّةِ، وبهذا الأسلوبِ الوحشيِّ، إنّما هو دليلٌ قاطعٌ على أنّ الاعوجاجَ في هذا النظامِ لن يستقيمَ مهما تصبّغَ وجهُهُ القبيحُ وتلونتْ أفكارُه القاتمةُ السوداء.
ولسنا نطالبُ هذا النظامَ بشيءٍ، بقدرِ ما نطالبُ الأحرارَ في العالمِ، وعلى رأسِهم المنظّمةُ الدوليّةُ للأممِ المتحدةِ ومنظماتُ حقوقِ الإنسانِ وكلُّ الخيّرين بأنْ يصرخوا بوجهِ هذا النظامِ المتخلّفِ وأن يعملوا على إيقاظِ ضميرِه الميتِ، وأن يشتغلوا باتجاهِ حمايةِ المواطنين العزْلِ في مملكةٍ صارتْ حدودُها أسوارًا عاليةً، ومواطنوها سجناءَ لا يصلُهم شيءٌ حتى هواءُ الحريّة.
ولعلّنا لا نأتي بجديدٍ إذا قلنا إنّ إخوتَنا هناك لن تهزَّهم عمليّةٌ إرهابيّةٌ كالتي قام بها هذا النظامُ حينَ أقدمَ على إعدامِ ثُلّةٍ منهم، ونحنُ على يقينٍ بصمودِ أهلِنا هناك، كما أنّنا على يقينٍ بأنّ الردَّ إن لم يأتِ من الداخِلِ فهو نازلٌ بحكامِ الجورِ من الخارجِ ثأرًا لأرواحِ الشهداءِ وإحقاقًا للحقِّ وانتصارًا لأهلِه.
الأمين العام لكتائب سيّد الشهداء
أبو آلاء الولائي
الخميس 25 أبريل/ نيسان 2019