أدان علماء البحرين محاولات التطبيع التي يعتمدها الكيان الخليفيّ حيث وصفوها بـ«الجريمة الكبرى»، وطالبوا بمحاكمة الخونة العملاء، مؤكّدين أنّ مقاومة التَّطبيع بجميع صوره واجبٌ شرعيّ.
وأوضح العلماء في بيان لهم يوم الإثنين 1 أبريل/ نيسان 2019 إنّ رأي الشعب البحرانيّ بالتطبيع جليّ برفضه حيث إنّه ينبثق من هويّته الإسلاميّة وانتمائه العربيّ، وما يتّخذه الكيان الخليفيّ وينفّذه من تطبيع علنيّ وقح وخيانة كبرى مع عدوّ الأمّة لا علاقة للشعب به، مشيدين بالمواقف المشرّفة للذين انسحبوا من مؤتمر الريادة المزمع إجراؤه في البحرين والذي يستقبل عشرات الصهاينة.
وهذا نصّ البيان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) النساء ١٣٨ – ١٣٩.
إنَّ إرادة شعب البحرين بالإجماع الوطني واضحةٌ للعيان، وراسخةٌ وضاربةٌ جذورها في التاريخ، ومنبثقة من عمق هويتها الإسلامية وانتمائها العربي الأصيل تجاه قضية فلسطين وجميع الأراضي الإسلامية المحتلة ومنها الجولان السورية العربية رغمًا عن أنف الطَّاغوت الأمريكي، والعداء التَّام لأعداء الله المحتلّين الصَّهاينة، والقطيعة الكاملة لكلِّ ما يمتُّ لهذا العدوّ الحربيّ الدمويّ بأي صلة. وإنَّ هذا الموقف الثَّابت لشعب البحرين لا يشكُّ فيه أحد، ومِن هنا نسألُ أين هو رأي الشَّعب فيما يتخذه النظام وتنفِّذه السُّلطات من تطبيعٍ علنيّ وقح وخيانةٍ كبرى مع عدوّ الأمَّة والشَّعب؟؟!!، وهل بقي لرأي الشَّعب قيمةٌ في أخطر قضاياه التي تمسُّ هُويَّته الإسلامية ومصيره وحاضره ومستقبله وما يتهدَّد وجوده وأمنه ووجود أمّتِه وأمنها من قِبل أشدِّ الناس عداوةً للذين آمنوا ؟؟!!.
إنَّ إرادة الشَّعب مصادرة ومستلبة من قِبل سلطة تحتقر إرادة شعب البحرين الأصيل وتسحقها بالقوّة والإرهاب والقمع، بل وتتآمر مع أعدائِه أعداء الإسلام والمسلمين، وهيهات هيهات أن يخضع شعب البحرين أو يسكت على هذه الخيانة العظمى والتَّجاوز الأثيم لهويتِه وإرادتِه.
إنَّ ما تعتزمه السُّلطة من خلال مؤسَّستها الرَّسمية (تمكين) إنَّما هو تمكينٌ للعدو السَّفاح من تحقيق مآربه الاقتصادية التي تصبُّ في تثبيت احتلاله للبلاد وقتله للعباد وإفساده في الأرض، والسُّلطة بذلك تكون شريكة في كلِّ هذه الجرائم ضدَّ الإنسانية.
إنَّنا إذ نُدين هذه الجريمة الكبرى ونطالب بمحاكمة الخونة العملاء فإننا نعوِّل بعد الله تعالى على إرادة شعبنا المسلم الغيور، ونؤكِّد بأن هذه الإرادة الإيمانية من ورائها أمةٌ عظيمةٌ وعقيدةٌ إسلامية ثابتة وروح مستعدة للشهادة في خنادق مقاومة العدو الصّهيوني في جميع الجبهات، وإنَّ مقاومة التَّطبيع بجميع صوره واجبٌ شرعيٌ على كلِّ مسلمٍ ومسلمة وبكافة الوسائل الفاعلة، وإنَّنا اليوم في البحرين مطالبون من منطلقٍ شرعيٍّ ووطنيٍّ بإعلاء صوت الغضب والرَّفض في جميع المحافل والميادين وعبر كافة وسائل التعبير لإبراز رأي الشَّعب الحقيقي الذي يُراد سَحقه وتغييبُه.
نشيد بالمواقف المشرّفة تجاه هذا المؤتمر المتآمر وخصوصًا مِمّن أعلنوا موقفهم بالانسحاب منه، وهنا نوجه دعوة القرآن الكريم بالتواصي بالحقّ، لكلِّ المدعوِّين لهذه المؤامرة بالإنسحاب الفوري أفرادًا وحكومات، ولا تلحقوا بأنفسكم الخزيَّ والعار، وبأمَّتكم الذلَّ والهوان أمام شرذمة مِن الصهاينة القاتلين لأهلكم، الغاصبين لأرضكم، المحتقرين لكم ولدينكم ولكلِّ البشر.
وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
علماء البحرين
٢٤ رجب ١٤٤٠هـ
١ أبريل ٢٠١٩م