وجّه مسؤول الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في لبنان الأستاذ مروان عبد العال في بداية كلمته خلال اللقاء التضامنيّ «من البحرين إلى فلسطين لا للتطبيع» الذي أقامه المكتب السياسيّ لائتلاف 14 فبراير في بيروت يوم الخميس 21 مارس/ آذار 2019 الشكر لمنظّمي اللقاء، والتحيّة إلى الأحرار الذين يقودون الحراك الثوريّ في البحرين، ولشعب البحرين وأحزابه وقواه الوطنيّة والديمقراطيّة، وبخاصّة الرموز القادة المعتقلين في سجون الطغاة وأعداء الحريّة آل خليفة.
وأشاد بهذه المبادرة التي تقدّرها الجبهة الشعبيّة وأبناء شعب فلسطين من ناحية التوقيت والدلالة، فالرمز هو يوم الأرض ومسيرة العودة، و«لا» كبيرة، بل حمراء، للتطبيع.
وشدّد عبد العال على أنّ شعب فلسطين هو جزء من أمّة عربيّة وإسلاميّة، وقضيّته ما زالت حاضرة في وجدان شعوبها، وأنّ هذه الفعاليّة تؤكّد أنّ الشعب الفلسطينيّ ليس وحيدًا، وليس شعبًا زائدًا، أو مكسر عصا في هذه المنطقة.
ووجّه رسالة للزائر الأمريكي الثقيل، وفق وصفه، لبيروت بأنّ الفلسطينيّين ليسوا هنود حمر، فهم شعب يُعدّ اليوم بأكثر من 13 مليونًا، نصفه في الوطن يقاوم، ونصفه الثاني من اللاجئين خارج أراضي فلسطين ويصرّ على حقّه في العودة إليها.
ورأى أنّ الإدارة الأمريكيّة تستفز ضمير الأحرار وضمير الأمّة عندما تضع شعب فلسطين في مرجل يغلي قابل للانفجار الشامل في أيّ لحظة، انفجار ضدّ الاحتلال، مؤكّدًا أنّ فلسطين ليست وحيدة بل لديها الأحرار والغيارى، ولديها الجيل الفلسطيني الجديد، جيل البطولة والمقاومة، جيل «صُنع في فلسطين»، هو جيل «عمر أبو ليلى» بطل سلفيت ورفاقه الشباب الذين يسيرون على الدرب نفسه حتى تتحوّل كل المشاريع وعلى رأسها صفقة القرن إلى حرث في البحر.
وعن التطبيع مع الكيان الصهيونيّ قال عبد العال إنّه باختصار يستهدف بناء علاقات طبيعيّة بين الصهيونيّة وشعوب المنطقة وليس مجرّد علاقة تحالف ما بين المشايخ والأمراء والأنظمة على المستوى الرسمي والإمبرياليّة والصهيونيّة الذي هو قائم أصلًا، ولكن الاختراق للمجتمع العربيّ والفلسطينيّ والإسلاميّ، موضحًا أنّ الهدف الأوّل من التطبيع هو الاعتراف بالوقائع التي فرضها الاحتلال على الأرض، وهذا هو المهمّة الأكبر للمطبعين ولقادة العدو الصهيونيّ الذين باتوا يفتخرون في أنّ لهم عمقّا عربيًّا وهو ما أكّده نتنياهو في كلامه، وأضاف أنّ المسألة الثانية في التطبيع أنّه الاسم الحركي لثقافة الاستسلام والهزيمة، بل إنّ المرجعيّة الفكريّة لكلّ ما يجري هي هذه الثقافة: «لا جدوى من المقاومة»، وهذه هي متلازمة الفشل التي تدفع في هذا الاتجاه وتعميم هذه السياسة.
وأوضح مسؤول الجبهة الشعبيّة في لبنان أنّ التجربة التي عمرها سنوات مع أنظمة عقدت اتفاقات وقامت بالتطبيع أثبتت أنّ هذا التطبيع لم يكن ليخترق قلب هذه المجتمعات ويصل إلى المستويات التي تريدها سواء الثقافيّة أو السياسيّة أو الاقتصاديّة أو الاجتماعيّة أو القيميّة.
ورأى أنّ تصاعد المقاومة وارتقاء دورها في المقابل هو القادر على إقامة استدارة واضحة لكلّ القوى الاجتماعيّة ولكلّ عناصر الممانعة الوطنيّة لمنع هذا الاختراق، وأنّ مقاومة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ العنصري يجب أن تأخذ بعدًا شعبيًّا، فإن كانت شعوب العالم كافة تناصر الشعب الفلسطينيّ، يمكن لشعوب الأمّة التي هي جزء عضوي من المقاومة معه أن تقاوم عبر المقاومة المدنيّة وهي المقاطعة ومواجهة هذا الغزو التطبيعي الصهيونيّ لمنطقتنا.
وشدّد عبد العال على ضرورة التصدي لهذا التطبيع ليس للدفاع فقط عن الشعب الفلسطيني، بل إنّ من يتصدّى له يصون ذاته، وتاريخه وحاضره، ومستقبله، ووجوده، لأنّ هذا هو الشيء المهدد بالذات أكثر من أيكون مسألة فلسطين.
وفي الختام رأى أنّ فعاليّة «من البحرين إلى فلسطين لا للتطبيع» أرادت أن تقول إنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة عادلة وشريفة، وهي قضيّة حقّ لا يمكن أن يكون أي أحد مع التطبيع مع إسرائيل وفي الوقت ذاته مع فلسطين، فهما لا يمكن أن يكونا جبهة واحدة، فمن هو مع فلسطين لا يمكن أن يكون مع الكيان الإسرائيلي.