وجّه أمين سرّ تحالف القوى الفلسطينيّة وأمين سرّ إقليم لبنان لفتح الانتفاضة «أبو هاني رفيق رميّض» تحيّة فخر واعتزاز للمقاوم الفلسطيني «عمر أبو ليلى» الذي تصدّى لفلول قوّات الاحتلال الصهيونيّ وقطعانه، واستشهد في معركة سيسجّلها التاريخ على أنّه فرد مقاوم من أبناء شعب فلسطين، فأثبت بدمائه أنّ فلسطين هي البوصلة وهي القضيّة المركزيّة للشعب الفسطينيّ والأمّة العربيّة.
وقال رميّض في كلمته خلال اللقاء التضامنيّ «من البحرين إلى فلسطين لا للتطبيع» الذي أقامه المكتب السياسيّ لائتلاف 14 فبراير في بيروت يوم الخميس 21 مارس/ آذار 2019 إنّ فلسطين اليوم هي غزّة المقاومة، وهي الضفة الملتهبة، وهي مناطق الـ48 الصامدة، وهي الشتات والمنافي الثابتون على الثوابت، هي الشعب الفلسطيني بأكمله الثابت على هذه الثوابت، فلسطين التي أُنشئ عليها كيان صهيونيّ غاصب، أسهمت في إنشائه دول الاستعمار الغربي القديم والحديث عام 1948، وقد مُهّد له بمؤتمرات، فبعد الهجرة اليهوديّة أواخر القرن الـ19 عقد في لندن بين عامي 1905 و1907 مؤتمر باسم رئيس وزراء بريطانيا آنذاك «كامبل بنرمان» الذي وضع خارطة للوطن العربيّ وقال: «يجب أن نحيي الاستعمار، ونحيي دور الاستعمار القديم باستعمار حديث، يجب أن ننشئ جسمًا بشريًّا معاديًا للأمّة العربيّة في هذا الوطن الكبير»، ثمّ جاء وعد بلفور ومعاهدة سايكس بيكو وبعدها الـ48، ثمّ أنشئ الكيان الصهيونيّ الغاصب على أرض فلسطين، موضحًا أنّه حصل على حماية وحاضنة في المنطقة العربيّة من خلال دويلات، مماليك وإمارات لتشكّل له الدعم الأساسيّ في وجوده واستمراره، وأقام التحالفات وأرسى قواعد أمريكيّة لا تزال لليوم في بعض دول الخليج.
وتابع: لقد حدثت ثورات وهبات وانتفاضات على مستوى الشعب الفلسطينيّ والمنطقة العربيّة غير أنّ الاستعمار بدأ باستهداف المنطقة من خلال ضرب ركائزها الأساسيّة المتمثّلة بمصر والعراق وسوريا، مكبّلًا إياها باتفاقات خيانيّة مثل كامب دايفيد، أوسلو، وادي عربة، إضافة إلى المشاريع التصفويّة، مثل برنامج «شرق أوسط جديد»، كما استهدف المنطقة بأكثر من ذلك، حيث شنّ في المدّة الأخيرة حربًا كونيّة على سوريا، وأسس قوات الإرهاب التكفيري، ودعمته بلدان عربيّة رجعيّة قامت بالتمويل وبتزيدها بالسلاح، وعلى الرغم من ذلك صمد محور المقاومة والممانعة وحقق انتصارات على معسكر الاستكبار.
واستنكر أبو هاني رميّض افتعال الغرب الاستعماراتي بإدارة أمريكا الحروب والتدخلات الخارجيّة عبر أدواته كما يحصل في اليمن والبحرين ليسهم في تفتيت المنطقة، كما ندّد بمؤتمر وارسو الذي أعلن فيه التطبيع علانية وجهرًا مع الكيان الصهيونيّ.
وأشاد بمقاومة الشعب الفلسطيني الني انطلقت في شهر آذار 1976 في يوم الأرض، حين انتفض الشعب الفلسطيني في مناطق الـ48 دفاعًا عن أرضه وكرامته، فكانت مقاومة الشعب الفلسطينيّ تزداد وتقوى شموخًا وإباء، ووصلت إلى ما وصلت إليه اليوم على الرغم من الصعوبات وحالات الانقسام، ففي غزة مقاومة أرست قواعد اشتباك ومعادلة اشتباك جديدة مع العدو الصهيونيّ، والضفة تلتهب، ومناطق الـ48 ما زالت صامدة، شامخة، متمسك شعبها بأرضه، ومن هم في الشتات ثابتون على الثوابت.
وأضاف رميّض: «نحن اليوم جزء من محور مقاومة ينتصر ويتقدّم، فها هي سوريا تنتصر، ها هو العراق ينتصر، واليمن على الرغم من كلّ الحرب عليه على مدى 5 سنوات يتقدّم بالانتصار، وها هم يطالبون بوقف إطلاق النار (محور الاستكبار)، ويريدون حلًّا سياسيًّا معيّنًا للأزمة، ووقف الحرب في اليمن، هم يجرون أذيال الهزيمة تلو الهزيمة، فهذه هي الإدارة الأمريكيّة».
وأكّد أمين سر تحالف القوى الفلسطينيّة أنّهم في خضم الأحداث وفي خضم الصراعه، وأنّ المقاومة ستستمرّ حتى تنتصر على معسكر الأعداء ودولة الاستكبار العالميّة، في كلّ مكان: فلسطين، اليمن، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، إيران، والبحرين، مشدّدًا على أهميّة توحيد الصف أوّلًا في فلسطين وثانيًا على الصعيد العربي، وثالثًا عالميًّا حتى فنزويلا، مؤكدًا أنّ هذه الوحدة بكلّ النخب السياسيّة والأحزاب والفصائل تحقّق الانتصار، مشيدًا بالمقاومة الموحدة داخل فلسطين حيث يجاهد المقاومون بالسكين والطلقة والصاروخ في تشكيلة موحدة.
وختم موجّهًا رسالة إلى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير: «عندما يسقط هذا الكيان الصهيونيّ تزول تيجان المماليك والأمراء وتسقط، لأننا مؤمنون بهذا الشعب العظيم وهذه الأمة العظيمة التي فيها هؤلاء الفرسان والشبان الذين يحملون سكينًا، ويطلقون الطلقات، ويهتفون بالصدور العارية في مسيرات غزة، ويهتفون من لبنان وسوريا: نطالب بعودتنا إلى فلسطين التي توحّدنا».