وجّه مدير المكتب السياسي لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي تحيّة إجلال وإكبار إلى أمّهات الشهداء، والجرحى، والمعتقلين، والمطاردين والمهجّرين في أصقاع العالم، بمناسبة عيد الأم.
وفي كلمة له في اللقاء التضامني «من البحرين إلى فلسطين» يوم الخميس 21 مارس/ آذار 2019 بمناسبة يوم الأرض ومسيرات العودة عايد الأمّ الجامعة التي من أجلها حصل اللقاء «فلسطين».
وشدّد العرادي على أنّه لم يعد خافيًا على أيّ عربيّ ومسلم في العالم حالة التناقض والتنافر بين قرار شعب البحرين وموقفه وقرار السلطة الحاكمة قسرًا والمتمثّلة في نظام آل خليفة وموقفها تجاه القضيّة الفلسطينيّة، مؤكّدًا أنّه في وقت بات فيه المشهد الشعبيّ البحرانيّ ثابتًا على نصرة الشعب الفلسطينيّ وقضيّته المحقة التي هي القضيّة المركزيّة للشعوب العربيّة الحرّة جميعها، حيث تجلّى في رفضه خيانتها عبر تدنيس المنامة وجعلها عاصمة التطبيع في الخليج وممر عبور للإرهابيّ القاتل نتنياهو وأمثاله من الصهاينة من حاخامات وغيرهم، يبرز على النقيض منه مشهد خيانة آل خليفة العظمى والتطبيع المشين الذي يديره رأس النظام الديكتاتوري الحاكم حمد عبر وزير خارجيّة نظامه خالد بن أحمد الذي يهين يوميًّا مشاعر ملايين العرب والمسلمين والأحرار في العالم ويجرحها بمواقفه المؤيّدة علنًا للتطبيع بل والمدافِعة عن الكيان الصهيونيّ، مستشهدًا بما حدث في وارسو أخيرًا من تواطؤ النظام الخليفيّ على القدس.
وقال إنّ هذه الصورة هي ما يعزّز مبدأ مطالبة شعب البحرين في حقّ تقرير مصيره والخلاص من هذه السياسات المشينة التي لا تمثّله، وهي التي تؤكّد أحقيّته في حكم نفسه بنفسه بالطرق والمعايير الدستوريّة والديمقراطيّة لتبقى فلسطين هويّته وأولوية خياراته عبر نظام سياسي يقرّره بإرادة شعبيّة، وتنبثق من خلاله حكومته المنتخبة الشرعيّة التي يختارها أبناؤه كافة.
ووجّه رسالة باسم ائتلاف شباب ثورة 14 من فبراير للكيان الغاصب للحكم بلا شرعيّة شعبيّة في البحرين، ولمحرّكيه في المنطقة، وتحديدًا النظامان السعوديّ والإماراتيّ، مفادها «إنّ سياسة الهروب إلى الأمام من المطالب الشعبيّة عبر بوّابة التطبيع مع العدو الصهيونيّ لن تجديك نفعًا، بل ستعمّق أزماتك الداخليّة وستحرجك ليس مع شعب البحرين فقط وإنما مع شعوب المنطقة الحرّة برمتها»، مؤكّدًا أنّ شعب البحرين كلّه يرفض كافة أشكال هذا التطبيع أو ما يسمّيه النظام بـ«حوار ولقاء الأديان».
ودعا عبر هذا اللقاء الذي يأمل في أن يكون باكورة لمزيد من اللقاءات والفعاليّات التضامنيّة مع الشعب الفلسطينيّ والشعوب التي اكتوت بنار الإرهاب الصهيونيّ والوهابيّ، إلى التضامن مع ثورة شعب البحرين المناضل من أجل رفع الظلم عنه، والعمل على خلاصه من قبضة الديكاتوريّة التي تحكمه بالحديد والنار وتقمع كلّ خياراته وتقتل أحلام شبابه ومستقبلهم، وجعل قضيّته حاضرة في كلّ الأنشطة والفعاليّات، لأنّه شعب عربيّ مسلم مظلوم مقموع من كيان مغتصب للسلطة والشرعيّة تمامًا كالكيان الصهيونيّ، وهو نظام لا يمثّله ولا يعبّر عنه أو عن واقعه وطموحه، فهو الذي ما تخلّى يومًا ولن يتخلى عن نصرة قضايا الأمّة العربيّة والإسلاميّة المحقة وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة.
ووجّه تحيّة تقدير واعتزاز إلى شبّان غزّة الذين يشاركون في مسيرات العودة، مباركًا للأيادي الشجاعة التي طعنت منذ أيّام جنود صهاينة، ومعاهدًا كلّ فلسطينيّ أبيّ على أن تبقى فلسطين المحبّة والعزّة والكرامة حيّة في عقول البحرانيين وفكرهم كما هي في قلوبهم ووجدانهم.
وشكر الدكتور العرادي الحاضرين على مشاركتهم في هذا اللقاء، وحيّاهم باسم أبناء البحرين والقطيف والإحساء بشكل خاص.