ذكرت جريدة النهار العراقيّة في تقرير لها يوم السبت 16 مارس/ آذار 2019 أنّ ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير نظّم في بغداد – ساحة الواثق «دوار الشهداء» يوم الجمعة وقفة تضامنيّة مع الشعب البحرانيّ والشعب اليمنيّ في الذكرى السنويّة للغزو السعوديّ- الإماراتي للبحرين.
وأوضحت أنّ هذه الوقفة التي كانت بحضور نخب سياسيّة وثقافيّة ووجهاء عشائر من العراق وبعض الدول العربيّة جاءت للتضامن مع شعب البحرين الحرّ المطالب بحقوقه المشروعة والعادلة، والذي قدّم المئات من الشهداء والسجناء والمهجرين قسرًا علن بلدهم بسبب السياسات القمعيّة لحكّام البحرين الذين لم يتعظوا من النهاية المخزية لأكبر طاغية بالشرق الاوسط المقبور «صدام».
وقد بدأت الاحتفاليّة، وفق الجريدة، بقراءة آيات من الذكر الحكيم، وأهديت سورة «الفاتحة» إلى أرواح شهداء العراق والبحرين واليمن، بعدها ألقيت كلمات المشاركين حيث افتتح الكاتب السياسي والمعارض البحراني الدكتور راشد الراشد بكلمته الحفل ملخّصًا جهاد الشعب البحراني أمام السلطة القمعيّة الغاشمة والمتمثلة بالعائلة الخليفيّة التي حاولت، وبمساعدة حلفائها من السعوديّين والإماراتيّين، قبر الصوت البحراني الحرّ المطالب بحقوقه العادلة والمشروعة والتي أقرّتها الأمم المتحدة، وجميع دول العالم، وظلّ الشعب يدفع ثمن مطالبته بالحريّة والكرامة من خلال القتل والزجّ بالسجون والتهجير القسري وسحب الجنسيّة أمام صمت عربي مطبق، وأكّد الراشد أنّ الشعب البحراني شعب حي لا يموت وانتصاره واقع لا محال.
الشيخ محمد القبلي- ممثل حركة أنصار الله الحوثيّة في العراق قال: «أحييكم يا شعب العراق باسم أخيكم عبد الملك الحوثي وباسم الشعب اليمن الجسور الصابر، وأنتم تقفون هذه الوقفة الشريفة، والمعبرة عن إرادة الشعب العراقي بكلّ مكوّناته ضدّ العدوان والعنجهيّة وتعبّرون عن تضامنكم مع إخوانكم وأهليكم في اليمن وهم يتعرّضون إلى أشرس عدوان عرفه التاريخ الإنسانيّ، وعلى مدى أربعة أعوام من القتل والحصار والتدمير»، شاكرًا شعب العراق وقواه الحيّة التي تمثل الشجاعة والإباء والتي تشدّ على أيدي الحركات التحرريّة التي تسعى لاستعادة الكرامة ونيل كافة الحقوق ودفع الأخطار وامتلاك السيادة، خاصًّا بالشكر كذلك ائتلاف 14 فبراير الذي نظّم المهرجان، مضيفًا أنّ النظامين السعوديّ والإماراتيّ برهنا عدوانيّتهما وتآمرهما وتبعيتهما للصهيونيّة، مستخدمين اسم العروبة والإسلام لتمرير المشاريع التخريبيّة في المنطقة، وشراء الذمم وتزوير الحقائق، مؤكّدًا أنّهم الذين أنتجوا داعش في المنطقة وشراء آلاف الانتحاريّين من مختلف أنحاء العالم كان للعراق وسوريا النصيب الأكبر منها.
وتطرّقت الجريدة إلى كلمة أبو ولاء الولائي- الأمين العام لكتائب سيد الشهداء «ع»- حيث أكّد أنّهم في فصائل المقاومة قطعوا على أنفسهم عهدًا بأنّهم مع المقاومين حتى آخر قطرة دم كما أكّدها أيضا الشيخ قيس الخزعلي في خطب كثيرة، مضيفًا «لا بدّ لنا في هذا الملتقى من أن نجعله ونحوّله إلى إرادة فعالة وقوة حقيقة لرفع الظلم الذي وقع على الشعبين الشقيقين في اليمن والبحرين»، مشدّدًا على أنّ ذلك لا يتمّ إلّا بتوحيد الكلمة وزيادة رسوخ الموقف، وأن لا يُقابَل الظالم إلا بقوة تردع طغيانه وجبروته، مطالبًا قوّات ما يسمى بدرع الجزيرة بأن تنسحب من أرض البحرين والقوات المرتزقة باليمن الجريح، قائلًا: «ولتخجل طائرات السعوديّين من أن تمارس لعبة قتل الأطفال والنساء، إنّنا اليوم أمام أمر مهم وغريب وهو سعي حكومة البحرين في تجنيس مئات الآلاف من غير البحرينيّين والعمل على حصولهم على الجنسيّة البحرينيّة، عاش بيرق النصر الذي يحمله المجاهدون في اليمن والبحرين ولتنتصر إرادة الأحرار».
فضيلة الشيخ عامر البياتي -الناطق الرسمي لدار الإفتاء العراقي- دعا في كلمته بالنيابة عن الشيخ الصميدعي طائرات النظام السعوديّ والإماراتي إلى ضرب إسرائيل ومحاربتها بدلًا من توجيها إلى إخوتهم العرب في اليمن والبحرين، موجّهًا التحيّة للحضور على هذه الوقفة الأصيلة من شعب العراق الشجاع.
السيد محمد الطباطبائي استشهد بمسيرة الثوار في كافة أنحاء العالم بعزيمة صورة الإمام الحسين «ع» في محاربتها الظلم وسلب حقوق المواطنين مشيرًا إلى أنّ أقوى شيء يهدّد به الظالم هو الموت، ولكنّه عند الثوار لا يزيدهم إلّا صموًاد وعزيمة، وأنّه عندما اتخذت مملكة الشرّ السعودية قبل ثمانية أعوام قرار إرسال قواتها إلى البحرين واليمن كانت تعلم أن قرارها سيؤدي إلى توتر العلاقات مع الدول الغربيّة ممن يرعون إرهابها ويغذّونه مثل أمريكا وبريطانيا، وتدرك جيّدًا أنّ السماح لأي تغيير في الأوضاع الداخليّة لأيّ بلد عضو بمجلس التعاون الخليجيّ ستكون له تبعات إقليميّة كبيرة ستؤثر في كلّ قوى الاستكبار، أو ستجعل أمريكا في مأزق بسبب تبجحها في رعاية حقوق الإنسان، وهي أبعد ما تكون عن ذلك، وأدان الطباطبائي الصمت العربي الذي صاحب التدخل العسكري السعوديّ والإماراتي في البحرين، موضحًا أنّ مفاعيل هذا التدخل وما تبعه من مشاركة غاشمة في حرب التحالف على اليمن أصبح الآن عامل خطورة رئيس على السعودية، خصوصًا في ظلّ حكّامها الحاليّين، مطالبًا بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين صدرت بحقّهم أحكام زورًا وبهتانًا.
المجاهد حامد الجزائري قال: «أحيي الوقفة البطولية التي انطلقت من ميدان «اللؤلؤة» أو ميدان الشهداء، وأحيي الوقفة التضامنيّة اليوم من بغداد السلام – ساحة الواثق – والتي تحمل ذات النصب التذكاري للشهداء».
وقالت الجريدة أنّها كانت ضمن وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة التي حضرت لتغطية فعاليّات الوقفة التضامنيّة، فيما غصّت الساحة بالشباب العراقي الحرّ والمقاتلين الأبطال من كافة التشكيلات الجهاديّة.