بسم الله الرحمن الرحيم
«الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ» [ الحج/ 40].
تمرّ علينا هذا اليوم 14 مارس 2019 الذكرى السنويّة الثامنة للغزو والاحتلال السعوديّ- الإماراتيّ لبلادنا، ونحن إذ نشجب هذا الغزو والوجود البربريّ ونعدّه احتلالًا لا بدّ من انتهائه فورًا،نؤكّد ما يلي :
أوّلًا: إنّ الاحتلال السعوديّ- الإماراتيّ لبلادنا، والذي جاء للبطش والتنكيل بشعبنا لأنّه خرج للمطالبة بوضع حدّ للاستبداد واستئثار عائلة واحدة بالحكم ومقدرات الأمور في الدولة فإنّه مرفوض، ولشعبنا الحقّ الكامل في تقرير مصيره واختيار النظام السياسي الذي يرتئيه.
ثانيًا: إنّ فكرة الغزو والاحتلال لأرضنا الطاهرة في البحرين جاءت لتغطي على مسلسل الهزائم والإخفاقات التي لحقت بالنظامين السعوديّ والاماراتيّ في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وشارات النصر والفتح «الزائفة» التي دخل بها جنود الجيشين السعودي والإماراتي للبحرين كانت لتعويض وقع الهزائم المتلاحقة لمرتزقتهم أينما حلّوا.
ثالثًا: لقد جاء الغزو منتهيًا بالاحتلال لفرض معادلة الأمر الواقع، وإخضاع شعبنا العزيز في البحرين بالقوة ومنطق الغلبة، لكن ها هي ثماني سنوات مضت من عمر الغزو والاحتلال ولم تحقق هدفها في إخضاع شعبنا الصابر للاستسلام لهذا الأمر الواقع، وها هي حركته المستمرّة في المطالبة بكامل حقوقه السياسيّة ومنها خروج القوات السعوديّة- الإماراتيّة كقوّات غزو واحتلال، وإقامة نظام سياسي يستمدّ شرعيّته بالكامل من الإرادة الشعبيّة وحدها، وها هو صمود جميع القادة والرموز الدينيّة والوطنيّة على المطالب ذاتها على الرغم من وحشيّة الإجراءات القمعيّة التي اتخذتها قوّات الغزو ضدّ الحركة الشعبيّة الواسعة المطالبة بتقرير المصير وإنهاء الحكم الديكتاتوري.
رابعًا: إنّ مقاومة الغزو والاحتلال بالوسائل الممكنة والمتاحة أمر مشروع في جميع الأعراف والديانات، وإنّنا انطلاقًا من ثوابت الدفاع عن الأرض والوطن والمقدّسات لنا ولشعبنا الحقّ الكامل في مقاومة الاحتلال السعوديّ- الإماراتيّ حتى دحره من أرضنا الطاهرة التي دنّستها أقدام مرتزقة جيشه، وإنّنا سنواصل الكفاح الوطني الواسع والشامل من أجل عزة دين الله وتحقيق سيادة وطننا واستقلاله .
ختامًا: نتقّدم في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بأسمى آيات الشكر والعرفان لأبناء شعبنا الصامدين الثابتين في الميدان، والذين أكّدوا اليوم مجدّدًا عبر مشاركتهم في خطوات «المقاومة المدنيّة» عزمهم وإصرارهم على دحر الاحتلال وتطهير الأرض من دنسه، كما نتقدّم بجزيل الشكر والامتنان للدول والحركات والأحرار في العالم الذي وقفوا إلى جانب قضيّتنا العادلة والمشروعة، وندعو لجميع شهدائنا الأبرار الذين وقفوا بشموخ وعزّ مدافعين عن كرامة شعبنا الصابر بالرحمة والمغفرة، مؤكّدين أنّ مسيرة النضال والكفاح من أجل تحرير الأرض والدفاع عن الكرامة لن تتوقف، وأنّ رحيل الاحتلال أمر حتمي لا ريب فيه ولا شكّ، إذ يقول الله تعالى: « وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم» [آل عمران/ 126].
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس 14 مارس/ آذار 2019
البحرين المحتلة