قال الدكتور إبراهيم العرادي إنّ ائتلاف 14 فبراير قرّر الخروج إلى العلن عبر المجلس السياسيّ ليكمل العمل الميدانيّ الذي بدأه المناضلون في الداخل.
وفي لقاء مع قناة العالم ضمن برنامج «حديث البحرين» يوم الأربعاء 27 فبراير/ شباط 2019 عرّف الائتلاف على أنّه جموع شبابيّة من نساء ورجال ومن مختلف الأعمار قرّرت أن تغيّر الواقع والحال في البحرين، انطلاقًا من مشروع سياسيّ ونضالي وحقوقيّ، ورؤية متكاملة، وكوادره وأعضاؤه موجودون في الخارج، ولكن الثقل والعمل الفاعل والنضال والمقاومة والصمود هي في الداخل.
وأوضح أنّ العمل على السعي نحو حقّ تقرير المصير الذي ينشده شعب البحرين واجتثاث الغدة السرطانيّة «آل خليفة» التي تحكم البحرين هو عمل استراتيجي يقوم به ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، والمشهد السياسيّ اليوم هو جزء من هذا العمل، وخلافًا لما يشاع فإنّ له قيادات في الداخل والخارج، ولكن الوجه السياسيّ الذي ظهر به هو فقط جانب من الرؤية التي يعلن عنها بين الحين والآخر.
وأضاف أنّ ائتلاف 14 فبراير انطلق بعمله السياسي من المنطقة الخضراء في بغداد مع السيد نوري المالكي، وبدأ فعليًّا من بيروت، ليكون هذا العمل السياسيّ تكملة للعمل النضالي في الميدان في البحرين، بعد أن حظي ببيئة حاضنة كبيرة في بغداد وبيروت، وقد كان منذ أن انطلق حتى اليوم الرقم الصعب ضدّ النظام الخليفيّ، فهو بما يحمله من قوى ميدانيّة في كلّ مناطق البحرين التي لم يتوقف حراكها يومًا، وما زالت صامدة سيواصل معها حتى تحقيق حقّ تقرير المصير.
وقال لقد ظهر الائتلاف للعالم بصورة ميدانيّة وهو إلى الآن ينظّم الفعاليّات، والعمل السياسيّ من ضمن منظومة عمله ورؤيته الإستراتيجيّة ضدّ هذا النظام المستبدّ الذي جاء ردّه عبر الناطق باسم النظام الإماراتيّ حليفه لأنّهم عرفوا ماذا يعني ائتلاف 14 فبراير، فاستنكار المدعوّ أنور القرقاش لتأسيس المكتب السياسيّ للائتلاف يعكس موقف الإمارات التي تحتلّ البحرين.
وأوضح أنّ ائتلاف 14 فبراير ندّد بأحكام الإعدام الصادرة عبر بيان له، وهذا جزء من ثقافته، إضافة إلى عدم شرعيّة التعامل بل التعايش مع هذا النظام حتى تحقيق حقّ تقرير المصير، كما أنّه لا يمكن لشعب البحرين الحضاري والراقي أن يتعايش مع عصابة آل خليفة التي تقمع الناس وتنتهك أعراضهم إضافة إلى فشلها الاقتصادي والعجز المتفشي على جميع أنواعه.
وأضاف إنّ الديكتاتور الظالم حمد ليس صاحب قراره بل هو شرطي لمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان، وهو يلجأ للإعدام لأنّه في عقليّته يرهب الشعب، ولكن 8 سنوات من الترهيب والقتل والتعذيب والانتهاكات الجسيمة ماذا غيّرت؟ مشدّدًا على ضرورة محاكم الديكتاتور حمد، فلم يعد يوجد أيّ مجال لأن يحكم الشعب البحرانيّ بعد كلّ هذه الجرائم التي اقترفها حيث فقد ورقة الشعب، واقتصر دوره الآن على إصدار أحكام الإعدام وإسقاط الجنسيّة للترهيب.
وحول منهج ائتلاف 14 فبراير قال العرادي إنّ ميثاق اللؤلؤ وتفاصيله تعكس واقعه السلميّ والقرآنيّ والحضاريّ، ومنهجه السلميّ للوصول بالشعب إلى اختيار نظامه السياسيّ ويحاكم كلّ القتلة، ففي عمق ثقافته ومنهجه وسياسته أنّ نظام آل خليفة غير قابل مطلقًا للإصلاح، ومطلب إسقاطه هو مطلب الشعب البحرانيّ كلّه وليس مطلبه وحده.
وعن إعلان المجلس السياسي من بغداد قال إنّ إعلان قيادات كبيرة وعشائر ورموز وطنيّة عراقيّة تضامنها مع ائتلاف 14 فبراير لهو رسالة مهمّة مفادها أنّ الحكومة العراقيّة وباقي القوى لا تقبل بالاحتلال السعوديّ والإمراتيّ للبحرين، ولولا هذا القبول والثقة لما وجد كذلك هذه البيئة الحاضنة في بيروت.
وأكّد العرادي أنّ ائتلاف 14 فبراير يمدّ يده لكلّ القوى البحرانيّة المعارضة ليتعاون معها من أجل نيل الشعب حقّه في تقرير مصيره، وهو على علاقة وطيدة معها بمختلف أطيافها ومعها في صف واحد بمواجهة النظام الخليفيّ، وما يثار عن وجود اختلافات بينه وبين باقي القوى المعارضة هو من إعلام النظام الخليفيّ الذي يفتعل الطائفيّة والكذب والتضليل وهو يمرر هذه الفكرة لإيهام الناس بذلك ولكن لا دليل مطلقًا على صحّتها، كما أنّه لن يتوانى عن عقد أي تحالف يخدم شعب البحرين في نيل حقّه بتقرير مصيره، وعلاقاته ممتدة وواسعة مع القوى الفلسطينيّة والحجازيّة وكلّ حركات المقاومة من أفغانستان إلى اليمن.
وشكر الدكتور إبراهيم باسم ائتلاف 14 فبراير كلّ المنظّمات الحقوقيّة التي تدافع عن شعب البحرين، وتقدّم تقاريرها لكشف الظلم الواقع على شعب البحرين، ومن كان لها دور فاعل في تحرير اللاعب البحراني «حكيم العريبي»، موجّهًا التحية للفقيه القائد الشيخ عيسى قاسم، والشباب الذين فدوه وذادوا عنه ودافعوا عن قضيّتهم وقائدهم ورأيهم بأجسامهم من دون حمل أي سلاح، ولشهدائهم الـ6 الذين سقطوا في الميدان، ولمعتقل الرأي المريض بالسرطان الذي صادفت ذكرى ميلاده في 27 فبراير حيث يكمل عامه الـ28، وهو محكوم عليه 15 عامًا بتهم كيديّة.
وفي الختام قال مدير مكتب ائتلاف 14 فبراير في بيروت :«رموزنا القادة هم أيقونة الثورة التي سقط على دربها الشهداء والجرحى وضحّى من أجلها المعتقلون والمهجّرون والمطاردون، ورموزنا وإن غيّبوا في السجون الخليفيّة فإنّهم يظلّون وقودًا لهذه الثورة وهذا الحراك، ونحن نكمل على نهجهم».