بسم الله الرحمن الرحيم
في انتهاك جديد صارخ من مسلسل جرائم النظام الديكتاتوريّ الحاكم والمتسلّط في البحرين واصل قضاؤه الصوريّ إجرامه بحقّ أصحاب الرأي من أبناء شعب البحرين، وذلك بإصدار سلسة أحكام إعدام جديدة طالت عددًا من المدنيّين الأبرياء، ومن دون اكتراث للعواقب، متحدّيًا إرادة شعب قرّر إزالته واستبداله بنظام ديمقراطيّ دستوريّ حقيقي يختاره بإرادته الحرّة المباشرة.
لقد أثبتت كلّ جرائم هذا النظام الديكتاتوريّ المستبدّ بحقّ الشعب البحرانيّ عبر قرنين من الزمان أنّها لم تنهِ عزيمة الأحرار والشرفاء من أبناء هذا الشعب الذي انتفض عدّة مرّات، ونفّذ العديد من الثورات من أجل اجتثاث هذا النظام الديكتاتوري المغتصب للحكم والمحتكر للسلطة، وكذلك لم ترهبه سطوته وأحكامه في التنازل عن قراره في حقّ تقرير مصيره وتقديم القتلة للمحاكمة الشعبيّة العادلة مهما طال الزمان واشتدت الظروف.
وبات من الواضح استغلال نظام آل خليفة الظروف السياسيّة التي تمرّ بها المنطقة العربيّة لإلصاق صفة الإرهاب برجال البحرين ونسائها الشرفاء والأحرار من المدنيّين العزل، ليتمكن من الانتقام منهم عبر منهجيّة التعذيب والتصفية الجسديّة، وذلك من خلال قضاء مسيّس ظالم وشريك في القتل وكلّ الانتهاكات التي يقترفها النظام بحقّ الوطن والناس في البحرين .
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، في الوقت الذي ندين فيه أحكام الإعدام بحقّ مواطنين مدنيّين، كلّ ذنبهم أنّهم شاركوا في مسيرة أو تظاهرة تطالب بحقوقهم السياسيّة وحريّاتهم، فإنّنا نؤكّد ما يأتي :
أوّلًا: إنّ هذه الأحكام التي صدرت بالجملة، صدرت بروح الانتقام من الشعب الذي خرج للمطالبة بإسقاط الديكتاتوريّة وممارسة حقّه في تقرير المصير واختيار النظام السياسي الذي يراه مناسبًا، ووفق محاكمات صوريّة جائرة تفتقد لأدنى معايير المحاكمات العادلة، وبنيت على اعترافات انتزعت تحت وطأة التعذيب الوحشي.
ثانيًا: إنّ صدور أحكام الأعدام الجماعيّة يشكّل سابقة خطرة في العلاقات الدوليّة، وفي الوقت الذي يشهد العالم تفاهمات وتسويات كبرى لحلّ النزاعات بين بلدان العالم وإرساء دعائم الديمقراطيّة وتعزيز مبادىء حقوق الإنسان، نجد أنّ صدور هذه الأحكام تحدٍّ سافر للإنسانيّة برمّتها، واستهتار بكافة الأعراف الدوليّة في التعاطي مع المعارضة السياسيّة .
ثالثًا: الرفض المطلق لأحكام الإعدام الجائرة هذه، الصادرة عن القضاء الخليفي الفاقد للشرعيّة، والدعوة إلى المشاركة الفاعلة وفي مسيرات غاضبة تحت عنوان «لا للإعدام» يوم الجمعة 1 مارس/ آذار 2019 م.
إنّنا نحذّر نظام آل خليفة الشموليّ والديكتاتوري من مغبّة تنفيذ هذه الأحكام، كما نحمل المجتمع الدوليّ الذي يغطي هذا النظام وهو يرتكب الجرائم بحقّ الوطن والشعب مسؤولية تمادي النظام في إجرامه ونؤكد أنّ تنفيذ مثل هذه الأحكام سوف يجرّ إلى عواقب وخيمة وصعبة، ونشدد على حقّ جميع المعتقلين السياسيّين بالحريّة دون قيد أو شرط، والسماح لهم بممارسة حريّاتهم وحقوقهم السياسيّة كما تكفله الأديان السماوية وكذلك المبادىء والأعراف الدوليّة، ونصرّ على إجراء انتخابات حرّة ونزيهة لتشكيل مجلس تأسيسي يقوم بصياغة دستور جديد للبلاد، وذلك لإخراجها من سلطة الاستبداد وفرض الأمر الواقع إلى بناء نظام سياسي تنبثق شرعيّته من الإرادة الشعبيّة.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لنا ولهم قدم صدق عندك يا كريم.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
صدر بتاريخ : 26 فبراير/ شباط 2019
المنامة – البحرين المحتلة