قال مدير المكتب السياسي لائتلاف 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي لموقع «العهد» الإخباري يوم الإثنين 18 فبراير/ شباط 2019 إنّ الائتلاف تنظيم وحركة انبثقت من رحم الثورة الشعبيّة عند انطلاقتها، بهدف تنظيم الجهود وتنسيقها وقيادة الموج الشعبي الكبير الذي كان حاضرًا بقوة في الميدان، موضحًا أنّه تبنّى خيار الشعب بما طرحه من شعارات اتسمت فيها الثورة وأخذ على عاتقه توجيه الطاقات الشبابية الثورية التي آمنت بالثورة ومنطلقاتها وأهدافها، مضيفًا أنّه بدأ في تعزيز مسيرته بصياغة مشروع الثورة بشكل منظّم وهادف إلى الاستفادة من هذا الموج الشعبي الهادر الذي كان يتطلع إلى بناء نظام سياسي يحقق العدالة ويقيم الحريّة في المجتمع.
وأوضح أنّ الضرورات الأمنيّة هي التي اقتضت الحفاظ على كوادر الائتلاف من بطش السلطة، ولذلك كان القرار بعدم تعريضهم لخطر التصفية أو الاعتقال، عبر إبعاد كوادره عن وسائل الإعلام الخاصة، مكتفيًا بتوجيه الشعب من خلال بياناته التي يصدرها بين الفينة والأخرى والعمل من خلال تنظيم سري.
وذكر العرادي أنّ خروج الائتلاف إلى العلن هو جزئي، وذلك لقناعة تتصل بضرورة وجود صوت سياسي معبر عن المشروع السياسي للثورة وشرح أهدافها وبرامجها وغاياتها للرأي العام سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي. خاصة بعد أن رأى الائتلاف ضرورة اختراق هذه المساحة نظرًا إلى احتكار السلطة للإعلام وتوجيه أكاذيبها حول حقيقة ما يجري على الأرض من حركة شعبية رافضة للاستسلام لسلطة الأمر الواقع ووصمها بالإرهاب بينما حقيقة الأمرأنّ السلطة هي التي لا تستند إلى أيّ شرعيّة بل اغتصبت الحكم واستأثرت بشكل مطلق بالقرار والموارد، وهي تمارس كافة أنواع الإرهاب من أجل كسر إرادة الشعب وإجباره على الإستسلام والخضوع، مشدّدًا على أنّ توضيح الحقائق للرأي العام أصبح حاجة ملحة خاصة بعد منع نظام آل خليفة وسائل الإعلام الأجنبية بالدخول إلى البحرين لتغطية يوميات الحراك الشعبي والمواجهات التي تحدث في الشارع بين شباب الثورة ومرتزقته.
وعن إدارة المكتب السياسي قال إنّه يدار وفق تطلّعات الشعب العادلة والمشروعة التي طرحها ولا يزال في كلّ التظاهرات والتجمعات الثوريّة بوضوح تام لا يقبل التشكيك، ووفق ذلك تمّ صياغة مشروع ميثاق اللؤلؤة الذي اعتمده الائتلاف كبرنامج سياسي يمشي وفق مبادئه، كما أنّ الائتلاف تمكّن من مدّ جسور التواصل مع باقي المكوّنات البحرانيّة وحتى غير البحرانيّة على الرغم من الظروف الأمنية القاسية والشديدة، وكذلك استطاع خلال السنوات السبع الماضية أن يمتدّ بعلاقاته إلى خارج الحدود الجغرافية للبحرين ليصل الى لأكثر من منطقة في العالم وله حضوره الذي يمكن ملاحظته بوضوح من خلال الفعاليات والأنشطة والبرامج السياسية التي ينفذها في عدد من الدول وليس في أيران فحسب.
وحول موقف وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الرافض شرعنة ائتلاف 14 فبراير قال العرادي من الطبيعي أن يتخذ قرقاش هذا الموقف، فقد أرسلت الإمارات جيشها إلى البحرين لسحق الشعب ومنعه من المطالبة بالعدالة وحقوقه السياسية المشروعة، أما رفضه لشرعنة الائتلاف كما ادّعى في تغريدته فلأنهم يعرفون قدرات الائتلاف وقوّته، وهذا يرعبهم.
وجدّد تأكيده أنّ الهدف من الإعلان عن إنشاء المكتب السياسي في بيروت من قلب العراق هو إيصال فكرة أنّه رسالة محور، إذ يرى الائتلاف بغداد على أنّها قلب محور المقاومة والخير الذي يقف بوجه محور الشر، كما أنّه يقف مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، واختيارها شكل النظام السياسي الذي يستمد شرعيته من الإرادة الشعبية في اقتراع نزيه وشفاف.
وعن هرولة الكيان الخليفي نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني قال مدير مكتب الائتلاف في بيروت هذه «ليست المرة الأولى التي نصف فيها التطبيع مع العدو بأنّه دنس، وهذا ليس موقف الائتلاف حصرًا» مؤكّدًا أنّ هذا الموقف مجمع عليه شعبيًّا في البحرين وهذا من ثوابت شعب البحرين الذي يتعاطى مع القضية الفلسطينية ومع رفض التطبيع مع العدو كقضايا مبدأية، ولا تخضع للسوق السياسي، مشدّدًا على أنّ قمّة "وارسو" لم تنعقد إلّا بهدف التآمر على المسلمين والعرب وتمرير المشاريع الصهيو-أمريكيّة في المنطقة، وهي قمة العار والعهر التي أكدت خيانة بعض الحكام العرب، والتي لن تزيد الشعب البحراني إلا تشبثًا بالمقاومة وتعلقًا ببطولاتها واحترامًا لصمودها من فلسطين وعلى امتداد محور المقاومة.