حيّا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير شعب البحرين برجاله ونسائه وصغاره بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة.
وأكّد في الكلمة المتلفزة التي ألقاها مدير مكتبه السياسيّ في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي اليوم الأربعاء 13 فبراير/ شباط 2019، والتي بثّتها باقة من القنوات الفضائيّة، أنّه مع افتتاح العام التاسع للثورة ما زال شعب البحرين ثابتًا وصامدًا، وهو يترجم ذلك بالعمل الميدانيّ الصلب الذي لم يهدأ يومًا ولن يهدأ، مهما واجهه النظام الخليفيّ الديكتاتوري المستبدّ وداعموه بالإجراءات القمعيّة القاسية والمتوحشة.
وقال إنّ الثورة المجيدة التي انطلقت في 14 فبراير 2011 جاءت لتدوّي في العالم صرخة شعب يطالب بالعدالة والحريّة والكرامة، وإسقاط الحيف والظلم وإنهاء عهود طويلة من الاستبداد والديكتاتوريّة، مسجّلةً انتصارًا تاريخيًّا مدويًّا وغير مسبوق بإسقاط الشرعيّة وللأبد من سلطة الاستبداد والديكتاتورية الخليفيّة الحاكمة، حين رفع الشعب شعار ”الشعب يريد إسقاط النظام“، وبذلك فقد هذا النظام شرعيّة وجوده.
وأشاد ائتلاف 14 فبراير بصمود شعب البحرين وثباته الأسطوري الذي ليس فقط أسقط شرعيّة النظام الديكتاتوري المغتصب للسلطة والمحتلّ للأرض والوطن، بل أربك المعادلات محليًّا وإقليميًّا، ولم يستطع النظام وداعموه على الرغم من كلّ السياسات العنيفة والقاسية والتي غلب عليها طابع التنكيل والبطش والانتقام تدجينه وإخضاعه.
وأكّد عدّة نقاط منها أنّ النظام الخليفيّ فاقد للشرعيّة، وهو يعيش الوهن والضعف أكثر من أيّ وقتٍ مضى بعد فشله السياسي الكبير وما تلى ذلك من فشل اقتصادي انعكست آثاره بشكلٍ مباشر على كافة أبناء الشعب، وهو فاقد لكلّ مقوّمات وجوده ومبرراته، وكلّ الدلائل والمؤشرات تدلّ على قرب نهايته، مشدّدًا على الصبر والثبات في ميدان المطالبة بالاستحقاقات الوطنيّة اللازمة والواجبة التنفيذ لتحقيق ذلك.
ورأى أنّ الحلّ السياسي في البحرين يكمن في تقرير المصير، واسترداد السلطة والحكم للإرادة الشعبيّة، وأن تقوم دولة المواطنة الحقة التي يتساوى الجميع فيها في الحقوق والواجبات، وأن ينتخب الشعب وبإرادته الحرّة مجلسًا تأسيسيًّا يتولى صياغة دستور جديد للبلاد، وأن يصار إلى بناء الدولة الحديثة المستقلة التي يكون فيها الشعب مصدرًا للسلطات جميعًا.
وأوضح ائتلاف 14 فبراير أنّه ما زال متمسّكًا بمبادئ الثورة التي وردت في ميثاق اللؤلؤ، والمنبثقة من المبادئ الإسلاميّة الأصيلة القائمة على رفض الظلم، والعبودية، والتمسك بالكرامة والحرية، والتي هي:
١- أصالة الثورة ووطنيّتها، ورفض جميع أنواع التدخّل والوصاية والتبعيّة.
٢- النظام الخليفي فاقد للشرعيّة، ولا يمكن التعاطي معه بأيّ شكل من الأشكال، ونرفض بشكل قاطع الاعتراف به بعد أن أسقط الشعب شرعيّته.
٣- سيظلّ مبدأ إسقاط الديكتاتوريّة وإنهاء حكم الاستبداد من المبادىء الأصيلة للثورة حتى قيام نظام سياسي يستمدّ شرعية وجوده بصورة مطلقة من الإرادة الشعبيّة وحدها، ودون أن يكون للنفوذ أيّ تأثير في مجرياتها وبأيّ مستوى كان.
٤- رفض التدخّل الأجنبيّ، وأي صيغ من صيغ الاحتلال، وهكذا اعتبار قوات النظام السعودي وقوات درع الجزيرة الموجودة على أرضنا قوات غزو واحتلال، وعدوّ محتلّ يجب طرده بكافة الوسائل المتاحة المشروعة والممكنة.
٥- تركيز الجهد وتوجيه الطاقات لتحقيق أهداف الثورة وعدم الانشغال بالخلافات الجانبيّة والبينيّة، والتي قد تشكّل عائقًا في وجه الثورة.
٦- تثمين كلّ جهد يبذل من أيّ طرف كان، لصون حقوق الشعب ولا سيّما حقّه في تقرير مصيره، واختيار النظام السياسي الذي يراه مناسبًا للعمليّة السياسيّة في البلاد.
٧- تفعيل كلّ الخيارات المشروعة والمناسبة لتحقيق أهداف الثورة وإقامة العدالة وصيانة الحريّات العامة وعلى رأسها الحريّات السياسيّة.
٨- الاعتزاز بالروح الوطنيّة لأبناء هذا الشعب ووضع معيار المواطنة كأساس للتعامل مع الأفراد.
وختم كلمته برسالة لشعب البحرين: "اصبروا وصابروا ورابطوا، فإنّ نصر الله قريب، وقيود الأسرى ستتحطّم على صخرة صمودكم قريبًا وبإذن الله ، وغربة المطاردين والمغتربين ستنجلي، وستُشرقُ شمس الحُريّة على ربوع وطننا العزيز، ودولة المواطنة الحقة التي تشاد فيها العدالة ويحكم القانون هي الأخرى قريبة بإذن الله، والنظام الديكتاتوري المستبد والجاثم على صدورنا بدأ مشوار سقوطه إلى الهاوية".