عامان مرّا على الهجوم الثاني لمرتزقة الكيان الخليفيّ على «ميدان الفداء» الذي شهد تصديًّا بطوليًّا من الفدائيّين الذين حالوا دون وصولهم إلى منزل الفقيه الرمز آية الله عيسى قاسم.
فجر يوم الخميس 26 يناير/ كانون الثاني 2017 والشبان ما بين نائم ومتهجّد ومصلًّ، أقدمت عصابات متسربلة بالسواد على مباغتتهم بهجوم دمويّ شرس بمختف أنواع الأسالحة والرصاص الحي بعد توسيع رقعة استنفارها على منافذ بلدة الدراز.
لكنّ الحشود الفدائيّة تصدّت بالصدور العارية بكلّ ثبات وشجاعة ذودًا عن آيه الله قاسم، وتلبية لدعوات ونداءات التعبئة التي أطلقت عبر مآذن المساجد في الدراز هرعت جماهير الثورة من مختلف المناطق وسط صيحات التكبير إلى الميدان.
معركة غير متكافئة دارت في هذا الميدان عصابات وميشيات مدربّة على أيدي المخابرات الأمريكيّة والبريطانيّة تملك أسلحة تبيد مجموعات وشبّان يتسلّحون بإيمانهم فقط، لكنّ النصر كان حليفهم على الرغم من وقوع إصابات متفاوتة وعديدة، واصطبغت أرضيّة الميدان بدماء الجرحى من المرابطين المقاومين، وأصيب الشهيد «مصطفى حمدان» ابن الثامنة عشرة برصاصة في رأسه نقل على إثرها إلى المستشفى، إلى أن ارتقى شهيدًا وشاهدًا على إرهاب الكيان الخليفيّ والمحتلّ السعوديّ بعد نحو شهرين من الموت السريري.
في الذكرى الثانية للهجوم الثاني على «ميدان الفداء» ما زال صدى كلمات الشهيد «مصطفى حمدان» يتردّد: نصركم الله على الظالمين.