قال المتحدّث الرسمي باسم الهيئة الوطنيّة في الخارج الأستاذ «حسن قمبر» في مقال له على موقع مرآة الجزيرة تحت عنوان «الشهيد الشيخ نمر النمر.. حينما يُسفك دم الكرامة!» يوم السبت 5 ديسمبر 2019 إنّ جريمة قتل الشهيد الشيخ النمر ما زالت حيّة، فدماؤه لم تخمد وهي لعنة تطارد من سفكها واحدًا تلو الآخر.
فالشيخ الشهيد فضّل أن يُسفكَ دمه في سبيل كرامته وقيمته الإنسانيّة ومبادئه التي صرخ بها بها أمام أحد أكثر سلاطين الأرض ظلمًا وجورًا، ومن خلف قضبانه، وفي عتمة الزنزانة؛ فكانت مرافعة كرامته الأخيرة في حياته آخر تظاهرةٍ جماهيرية يقودها الشهيد الشيخ النمر خلف القضبان باحتشاد كلماتها خلفه، وارتفاع هتافاتها عبر مكبر صوت قلمه الذي أخرجها، حفاظًا على مسيرته الجهادية ووقيمته وكرامته الإنسانيّة.
وأضاف قمبر أنّ الشهيد الشيخ النمر فضّل أن يتجرّع مرارة القتل بحد سيف الدولة على أن يتجرّع مرارة الإذلال والذلّ والهوان، والاستسلام لعبوديّة حكم الاستبداد والجبروت المتمثّل في نظام آل سعود الذي يعدّ أيّ إنسانٍ طالب بنيل حقوقه السياسية المشروعة والمكفولة جريمة تستحق فصل الرأس عن الجسد، أما المطالبة بالكرامة فعقابها أشدّ من ذلك، موضحًا أنّ إقرار الشهيد ليس اعترافًا بجريمة ما، بل كان توثيقًا لحدثٍ تاريخيٍ تغلغل في أعماقه منذ أول كلمةٍ ألقاها في خطاباته المطالبة خطابٍ بالإصلاح السياسي، إلى آخر حرفٍ كتبه في مرافعة كرامة، وهي توثيق لما واكبه الشيخ الشهيد من أحداثٍ ومجرياتٍ ليس على مستوى الداخل في القطيف وحسب، بل على مستوى المنطقة، وأبرز حدثٍ هو نصرته لحراك ثورة الرابع عشر من فبراير في البحرين، وما تلاه من جرائم ارتكبها نظام آل خليفة بدعمٍ سعودي – إماراتي، وهذه تهمة أضيفت غلى قائمة التهم الموجهة للشهيد الشيخ النمر.
وذكر الإعلاميّ مقطفات ومقاطع من مرافعة كرامة تتعلّق بالبحرين، تمكّن من خلالها حفظ كرامته وكرامة شعب البحرين أيضًا، حتى أصبح اسمه رمزًا وأيقونة لشعب البحرين في حراكه الثوري في الساحات، وقدوة له في مطالبته بكرامته المسلوبة على يد نظام آل خليفة منذ قرون كما أشار الشيخ في مرافعته، وهذا يدلّ على على مدى قوة انعكاس تأثير خطاباته ليس على مستوى نفوس أهالي المنطقة الشرقية في شبه الجزيرة العربية فقط، بل تعدى الحدود إلى شعب البحرين، وإقرار هذا الشعب بما قدّمه لهم الشيخ بخطاباته ومواقفه ودمائه، كما أقرّ هو بذلك في مرافعته، مضيفًا أنّ كلماته كانت أيضًا صفعة لكرامة الدولة ورموزها وقواتها العسكرية المحتلّة للبحرين، رغم انعدام الكرامة والحياء لدى هؤلاء كما وصفهم في خطبه ومرافعته.
وختم قمبر بأنّ كثيرًا من الشواهد ستبرز ربما اليوم أو غدًا لتأكيد أنّ الشهيد الشيخ نمر باقر النمر أيقونة أسطورية متجددة ومصدر إلهام للشعوب للمطالبة بكرامتها وقيمتها الإنسانية وصنع التغيير وقلب المعادلات السياسية في كافة أشكال النضال السلمي وتحقيق العيش المشترك.