قال الكاتب والإعلاميّ العراقيّ الدكتور عبد الأمير العبودي لقناة الجزيرة يوم الأحد 30 ديسمبر/ كانون الأوّل 2018 إنّ خطوة إعلان ائتلاف 14 فبراير عن تأسيسه مكتبًا سياسيًّا في بيروت تأتي لتنظيم أموره بعد 7 سنوات من العمل الميدانيّ وهذا حقّه كأيّ تنظيم معارض.
وأضاف أنّه من المنطقي أن تقوم مجموعة من المظلومين والمقهورين ومن لا يجدون ملجأ لهم بالتجمّع وتأسيس لأنفسهم جماعات، هذه الجماعات من شأنها التنظيم، والهدف الأسمى من كلّ ذلك تنظيم أمورهم لينطلقوا انطلاقات يقولون إنّها سياسيّة ويتشاطروا مع أبناء الوطن الآخرين عمليّة تنظيم الواقع بعيدًا عن الإرهاب والقوّة ومصادرة الرأي الآخر، بعيدًا عن كلّ كلّ ذلك، لهذا فلا بدّ للمعارضة من هذه الخطوة التي تثير الاحترام.
وعن سبب اختيار بغداد لمؤتمر ائتلاف 14 فبراير أجاب العبودي لأنّ بغداد عانت كثيرًا من نفي أبنائها أيّام الديكتاتور صدّام حسين، ولم يجدوا من يأويهم أو يحتويهم، وعلى الرغم من معارضة الكثيرين لصدّام فإنّهم لم يحترموا المعارضة العراقيّة حينها، وبقيت في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، ولم يستقبلهم غير الرئيس حافظ الأسد، وبعد حرب صدّام على الكويت فتحت لهم أبوابها مع السعوديّة، فالعراقيّون مرّوا بفكرة أنّه لا يجب للمعارضين أن يبقوا هكذا في الفناء بل يجب أن يحتويهم أحد، هذا من جهة.
النقطة الثانية هي أنّ الشارع العام العراقي متعاطف مع المعارضة البحرانيّة للارتباط العقائدي التاريخيّ بينهما.
وحول استنكار وزير الدولة الإماراتيّة للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش لتأسيس المجلس السياسيّ قال الدكتور العبودي إنّه ليس مستغربًا أن يعمد أنور القرقاش شخصيًّا إلى انتقاد خطوة ائتلاف 14 فبراير كونه يركّز على المنحى الطائفيّ، متساءلًا إذا ما كان قرقاش يقبل بأن يباد شعب البحرين هذه الإبادة الكاملة بهذا القتل المريع والسجون وأحكام الإعدام الفوريّة والجزافيّة من دون أن يسانده أحد، وهذا ما لقيه في بغداد مثلًا، في فندق محترم ومع شخصيّات وقيادات من الحشد الشعبيّ، وبموافقة الدولة العراقيّة.
وأوضح العبودي أنّ أهداف ائتلاف 14 فبراير تتمثّل بأنّه يريد أوّلًا إسماع صوته للعالم وإظهار مظلوميّة شعب البحرين الذي يقتل يوميًّا، ويعدم، ويغيّب رجاله، ويعذّبون بطريقة غريبة، وهذا التجنيس الغريب الذي يأتي من كلّ حدب وصوب، والاستخفاف بمشاعر الآخرين، فهذا آية الله قاسم الذي لم تثبت عليه السلطة بأنّه قد رفع السلاح بوجهها، تسقط عنه الجنسيّة، وتأمره بمغادرة البلاد التي أسّسها هو وإخوته، فائتلاف 14 فبراير يريد أن يقول للعالم: «نحن نؤسس أنفسنا بطريقة مسالمة، لسنا مع العنف، لكنّنا مع الحريّة، مع الانتماء لوطننا، الانتماء لأبنائنا، لعقيدتنا، يريدون أن يقولوا للناس لماذا كلّ هذا الصمت عن هذا الإجرام والقتل الخليفيّ»؟
لهذا فإنّهم يؤسّسون لأنفسهم ولعلّهم قريبًا سيؤسّسون مكانًا آخر في دولة أخرى وفي عاصمة أخرى، بموافقة الدول التي لا ترضى بظلم الخليفيّين، هذه الرسالة الحقيقيّة هي رسالة سلام، يبعثها 14 فبراير إلى أهله في الداخل يطمئنهم إلى أنّه يشتغل بطريقة محترمة، بأنّه ليس من دعاة العنف بل يطلب من الحكومة البحرينيّة بألا تكون عنيفة، ولا تصادر حقوق شعب البحرين ولا تسقط الجنسيّات، داعيًا إيّاها إلى عدم مغادرة محطّة التوافق.