بقلم – عماد الخزعلي
يتوهم البعض من الحكام العرب , ان عصرهم الذهبي لازال فاتحا لهم ذراعيه ناسين او متناسين اننا نعيش اليوم عصر الثورة التقنية , وانتشار المعلومة بسرعة الصوت او الضوء , وهذا يعني اننا نعيش زمن الشعوب , لا زمن الطغاة المتجبرين , وحكام البحرين لازالوا يتعاملون مع شعبهم بهذه العقلية المتخلفة , مستندين بذلك على وعود دول خارجية لها تأثير كبير بالقرار السياسي للمنطقة , واعتقد صار لزاما على حكام البحرين ان يصحوا من هذا الوهم الذي قد يتحول الى كابوس مرعب في اية لحظة , لان ارادة الشعوب اقوى من كل طغاة العالم , وخير مثال على ذلك , الثورة الاسلامية في ايران التي اعطت درسا بليغا لكل احرار العالم , يوم اقتلع الشعب الايراني المسلم , شرطي الخليجي , الشاه محمد رضا بهلوي , المسنود بقوة من امريكا وبريطانيا , ورمى به خارج الحدود , مهزوما وحيدا ومنكسرا .
واليوم يعيش الشعب البحريني واقعٍا مأساويا , سواء على الصعيد السياسي او الاجتماعي , وهذا الواقع بات يُهدد مستقبله. فيما يمضي حكام البحرين بسياساتهم التعسفية عبر إصدار أحكام الإعدام بحق احرار الشعب , وعلماء الدين , من خلال الصاق التهم لهم , والتحايل على القانون بشتى الاساليب , وتهميش غالبية الشعب البحريني وابعاده عن مراكز القرار السياسي , بل ابعادهم قسرا عن المؤسسة العسكرية , دون وجود أي رادع او رقيبٍ .وممارستهم سياسة التعسف تجاه النُخب سواء كانت اعلامية او ثقافية او قانونية . , لانها ببساطة أدوات التغيير المهمة في اي مجتمع كان .
ولكن الشعب البحريني شعب حي , ولايرضى بالموت السريري , فكانت انتفاضاتهم متزامنة مع اي تصعيد قمعي للحكومة ضد الشعب . واليوم نشهد حراكا سياسيا مهما لـ “المجلس السياسي لائتلاف شباب 14 فبراير” , الذين عقدوا مؤتمرهم الاول يوم أمس في بغداد السلام , لدعم الحل السياسي في ازمة البحرين , ومنح الشعب حق تقرير المصير ونيل حقوقهم الشرعية . واشيد بمحاولة الانفتاح على الصعيد العربي والعالمي , واعتقد خطوة فتح مكاتب لهم في بيروت او بعض الدول العربية الاخرى , تعد محاولة جادة لتحقيق اهداف الشعب البحريني المسالم والحضاري ..ومن هنا ندعو شرفاء العالم أجمع من الوقوف مع مطالب الشعب البحريني الشرعية و العادلة . لاسيما الشباب العربي الواعي لخطورة المرحلة المقبلة ..التي تظم بين طياتها سيناريوهات خبيثة ,هدفها تمزيق النسيج العربي والنسيج الاسلامي , خدمة لأمن واستقرار الكيان الصهيوني .