بسم الله الرحمن الرحيم
”مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا۟ مَا عَٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبْدِيلًا“ (الأحزاب/ 33)
يمثّل يوم السابع عشر من ديسمبر من كلّ عام يومًا وطنيًا مميّزًا، فهو من أكثر الأيام قيمة وأهميّة في كلّ مسيرتنا الوطنية الحافلة بالعطاء، حيث نقف جميعًا إجلالًا وإكبارًا لشهدائنا الذي قضوا في مجابهة الظلم والاستبداد، معاهدين إيّاهم على المضي قدمًا في هذه المسيرة، وعلى أن تبقى الراية التي حملوها وهم يدافعون عن هويّتنا وكرامتنا مرفوعة، فأجيال شعبنا المتعاقبة ستحملها وسترفعها جيلًا بعد جيل راية خفاقة في مواجهة الاستبداد والديكتاتوريّة، حتى يأذن الله بنصره العزيز، وكما قال سبحانه وتعالى: «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله».
إنّ تخليد ذكرى الشهيد جزء من هويّتنا الأصيلة، لتاريخ مُلىء بالمحطات التي قدّمنا فيها الشهداء قرابين في طريق العزّة والحريّة والكرامة، فهم العظام الذين جادوا بأنفسهم من أجلنا ومن أجل وطننا وديننا الغالي والمقدس، وتقدموا بخطى ثابتة وواثقة إيمانًا بأنّ الكرامة والدين هما فوق حياة الذلّ والعبودية في ظلّ حكم الاستبداد والطغيان .
شهداؤنا مثال وقدوة للأجيال المتعاقبة، حيث أثبتوا أنّ ثلّة من الشرفاء والأوفياء قد عاهدوا الله تعالى على المضي في طريق العزّة والإباء ورفض الخضوع المذلّ للحكّام الجائرين والمستبدين، ومضوا صادقين فاتحين شهداء وشاهدين على ما تقترفه السلطة الجائرة من ظلم واضطهاد للناس .
وفي تاريخ كلّ مسيرتنا الوطنية، الماضية منها والمعاصرة، تقدّمت قوافل الشهداء مسيرة النضال الوطنيّ من أجل التغيير، ومن أجل وضع حدّ لليل طويل من الفساد والظلم والاضطهاد والانعدام التام للعدالة، وبفضل دمائهم الزكية تواصلت مسيرتنا الوطنيّة لتتعاقب عليها الأجيال، عارفة ببصيرة ووعي أنّ جذور النضال تمتدّ طويلًا لقرنين من الزمن لنيل الحرية ووضع حدّ لاحتكار السلطة والموارد، هما عمر الاحتلال واستيلاء آل خليفة على السلطة في بلادنا..
وفي كلّ مراحل العمل الوطنيّ يصوّت الشعب في كلّ مسيرة وتجمّع مدنيّ على المضي قدمًا في خط الشهداء، ونخرج من كلّ ميادين الحراك الشعبيّ من أجل الحرية والكرامة، في استفتاء على المحافظة على خط شهدائنا الأبرار .
في هذا العام وتكريسًا لهويّتنا الوطنيّة في الاحتفاء بعيد الشهداء وإيمانًا راسخًا منّا بأنّهم خطّ الضمانة الأوّل لتحقيق النصر، فإنّ شعارنا هو «الشهادة فتح» لأنّ «شهداءنا هم الفتح المبين حقًّا».
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير واذ نشدّد على أهميّة إحياء ذكرى عيد الشهداء، فإنّنا ندعو شعبنا العزيز إلى الحضور الفاعل والمشاركة المكثفة في تعظيم هذه المناسبة، وندعو اللجان الشبابيّة والنسائيّة في جميع مناطق البحرين إلى تنظيم جهود إحياء ذكرى هذا العام وتنسيقها بما يناسب تكريمًا لشهدائنا الأبرار، وذلك وفق الدعوة المركزيّة التي ستصدر عن الائتلاف، وأن تكون هذه المناسبة علامة فارقة في تأكيد المطالب الشعبيّة المشروعة التي قدّم شهداؤنا أرواحهم من أجل تحقيقها ومن أجل وطن تزدهر فيه العدالة والمساواة .
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبت لنا ولهم قدم صدق عندك يا كريم .
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 5 ديسمبر/ كانون الأول 2018 م
البحرين المحتلة