بيان ائتلاف 14 فبراير: نحن على أعتاب مرحلة جديدة من العمل الوطنيّ تتسم بمزيد من الصلابة والتحدّي في مجابهة غطرسة النظام الخليفيّ الديكتاتوريّ
بسم الله الرحمن الرحيم
«كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِىٓ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ» (المجادلة/ 21)
إنّ النتائج السياسيّة والإعلاميّة والميدانيّة التي تحققت على الأرض من توقيع الآلاف على العريضة الشعبيّة حتى الآن في ظلّ الأجواء القمعيّة وظروف التهديدات بأشدّ العقوبات هي إنجاز تاريخيّ يضاف إلى سلسلة إنجازات شعبنا في ثورته المجيدة التي انطلقت في الرابع عشر من فبراير عام 2011 م.
فمنذ انطلاق العريضة الشعبيّة، وتُسجّل للشعب الأبيّ ملحمة وطنيّة كبرى بعد أكثر من سبع سنوات من عمر ثورته المجيدة، وجّه فيها صفعة قوية للكيان الخليفيّ المستبدّ، حيث عبّر شعبنا عن موقفه الواضح والصريح برفضه سلطة الأمر الواقع وقراره بمقاطعة الانتخابات الصورية الذليلة، ودعم مشروع العريضة الشعبيّة وانتخاب مجلس تأسيسيّ يقوم بصياغة دستور جديد للبلاد .
لقد أثبت الحضور الشعبيّ في مراكز التوقيع على العريضة الشعبيّة الداعية لانتخاب مجلس تأسيسي وصياغة دستور جديد للبلاد، وخاصّة يوم انتخابات الكيان الخليفيّ الصوريّة، أنّ ما حققته ثورة 14 فبراير المجيدة من إسقاط شرعيّة السلطة الحاكمة، والمطالبة باستعادتها للإرادة الشعبيّة هو إنجازات راسخة في الوجدان الوطنيّ، ولن يتخلى عنها الشعب حتى تحطيم النظام الديكتاتوريّ، وإنهاء سلطة الاستبداد وإقامة البديل الذي يوفر العدالة والإنصاف .
يا أبناء شعبنا الأبيّ المقاوم :
إنّ ما أنجزتموه من ملحمة وطنيّة يجعلنا نقف على أعتاب مرحلة جديدة من العمل الوطنيّ ستتسم بمزيد من الصلابة والتحدي في مجابهة غطرسة النظام الديكتاتوري الذي يخنقه ثباتنا وصمودنا وإصرارنا على أهدافنا في القضاء على الديكتاتوريّة والاستبداد، وفي إقامة النظام السياسي الذي يستمدّ شرعيّة وجوده من الإرادة الشعبيّة .
ونؤكّد هنا الآتي :
أوّلًا: إنّ ما تحقق اليوم من إنجاز كبير يعدّ من الإنجازات المهمّة لثورتنا المجيدة؛ فنجاح العريضة الشعبيّة هو حماية لكلّ المكاسب والمنجزات التي حقّقتها الثورة وعلى رأسها إسقاط شرعيّة الحكم الديكتاتوري المستبدّ، وتثبيت حقّ شعبنا في تقرير مصيره، وهنا، ونظرًا إلى الإقبال المتزايد على التوقيع على هذه العريضة الشعبيّة نوصي الهيئة الوطنيّة بالاستمرار في جمع التواقيع حتى تتاح الفرصة للجميع.
ثانيًا: إنّ الملحمة الوطنيّة المستمرّة بالتوقيع على العريضة الشعبيّة أثبتت أنّ لدينا كشعب القدرة على تحدي الواقع المزيّف الذي تحاول السلطات المستبدة فرضه علينا بالحديد والنار، وأنّ لدينا من الإرادة والوعي ما يجعلنا قادرين على توجيه الصفعات، صفعة تلو الأخرى، على وجه نظام الحكم المستبد حتى نشهد جميعًا سقوطه واندحاره للأبد في إحدى مزابل التاريخ.
ثالثًا: إنّ الإنجاز التاريخيّ الذي تحقّق هو حافز قوي لنا جميعًا للمضي قدمًا في مسيرة تحدي سلطة الأمر الواقع، وعلينا جميعًا الاستعداد للمرحلة القادمة من العمل الوطني وما يتطلبه من حضور ومشاركة فاعلة .
ختامًا: إنّنا في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير نؤمن بأنّ الراية التي رفعها شهداؤنا لن تسقط أبدًا، وهي أمانة في أعناقنا، ولن نهدأ ولن نبرح الساحات حتى تتحقق كامل أهداف ثورة ١٤ فبراير المجيدة من سقوط الطغمة الخليفيّة الحاكمة، وانتزاع حقّ شعبنا في تقرير مصيره وبناء نظامه السياسي الجديد الذي يلبّي طموحاته وتطلعاته.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لنا ولهم قدم قدم صدق عندك يا كريم .
ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير
الأحد 25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 م
البحرين المحتلة