أصدرت مجموعة من آباء الشهداء وأمّهاتهم وعوائلهم بيانًا يوم الخميس 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، دعوا فيه إلى مقاطعة الانتخابات والتوقيع على العريضة الشعبيّة المطالبة بتقرير المصير من خلال تشكيل مجلس تأسيسيّ لصياغة دستور يخطه الشعب بيده.
وأشاد البيان بتضحيات شعب البحرين وتقديمه أكثر من 200 شهيد في ثورته انتصارًا لقضاياه الوطنيّة ولانتزاع حقوقهِ المطلوبة عبر عقودٍ من الزمن داسَ فيها هذا النظام على كراماتِه ومقدساتِه.
وقال آباء الشهداء أنّهم لا يعبّرُون في بيانهم عما يختلج في نفوسهم من ألم فقد أبنائهم الذين قتلهم الكيان الخليفي بل يستعيدون من خلاله الأسباب التي من أجلها خرج هؤلاء حاملين أرواحهم على أكفهم في لحظةِ وعيٍ، ويستذكرون الأهداف التي سعوا للوصول إليها، موضحين أنّ الشهداء يمثلون حالة وطنية تعبر عن قناعاتٍ وطنيةٍ عند هذا الشعب بضرورة التغيير الحقيقي الذي من أجله استشهدوا.
ورأوا في هذا المنعطف الزمني الحالك من تاريخ الوطن وعلى مقربة أيامٍ من حدث الانتخابات البرلمانية الصورية في نسختها الرابعة (نوڤمبر ٢٠١٨) أنّ المسؤوليةِ الوطنيةِ تقتضي التذكير بتضحيات الشهداء على أنّها حالةُ من الإصرار والثبات وتجديد العهد على النهوض المجتمعي وتآلف قوى الخير والتقدم فيه لاستمرار المسير حتى نيل المطالب الشعبية، وبلوغ الغايات الوطنية.
وشدّدت عوائل الشهداء على عدم الانخراط في إجراءات النظام الشكلية ومنها انتخابات البرلمان الصوري المزمعة غدًا لتثبيت كيانه أو إسباغ الشرعية على تشريعاته وقوانينه أو إعانته على حيازة المبررات التي بها يمارس أساليبه في الحكم القمعي لهذا الشعب طوال العقود السابقة، مؤكّدين أنّ مقاطعة هذه الانتخابات والتحريض على مقاطعتها من صنف التضحيات التي قدمها الشهداء عندما استرخصوا دماءهم في سبيل التغيير الحقيقي، داعين جميع أبناء الشعب الأبيّ إلى التوقيع على العريضة المطالبة بتقرير مصيره من خلال تشكيل مجلس تأسيسي.