قال الناشط الإعلامي، وعبر سلسلة تغريدات على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنّ صحف السلطة البحرينيّة شنّت خلال اليومين الماضيين حملة شعواء ضدّ «العريضة الشعبيّة» التي طرحت أخيرًا، والتي تدعو إلى إجراء استفتاء حول انتخاب مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد للبلاد.
عبد الوهاب أوضح أنّ السبب الرئيس لانزعاج السلطة من هذا المشروع أنّها تعوّدت دائمًا أن تطرح هي المشاريع، ويجب على الناس الموافقة عليها، حتى لو كانت مفصلة على قياسها، فهي تعمل على صناعة الوعي فتجعل منه وعي استجداء لا مطالبات؛ لأنّه في ثقافتها يجب أن يظلّ المستوى مهما بلغت الأمور منسجمًا ومتوافقًا مع رؤياها ومشروعها.
وأضاف أنّ مع طرح العريضة حدث انقلاب في الصورة، فبدل استجداء الحوار مع السلطة والحقوق منها ها هو شعب البحرين يتقدم بمشروع وبـ«أعلى السقوف» من دون الالتفات إليها وإلى مشاريعها، مؤكّدًا أنّ مشروع العريضة يزعج السلطة لأنّه ينسف كلّ ماضيها وحاضرها بما في ذلك دستور 73، ويشكّك بل ينسف شرعيّتها، ويؤسّس لمستقبل لا تكون فيه السلطة وحيدة في تقرير مصير البلد، كما أنّه يؤسس لفكرة جديدة وثقافة جديدة لا تحبّذها السلطة ويركز في الوعي البحرانيّ أنّ سبل النضال من أجل الحرية كثيرة ومتعدّدة.
ونوّه عبد الوهاب إلى أنّ هذا المشروع لا يستطيع أحد أن يرفضه أو أن يعترض عليه لا من فصائل المعارضة ولا من حلفاء النظام في الداخل والخارج، فهو مشروع استفتاء، ومن حقّ أيّ شعب أن ينظم استفتاء في قضاياه المصيريّة، وهو يثبت أنّه كلّما تشبثت السلطة بخيارها الأمنيّ زاد الوعي البحرانيّ، وتفتقت العقول لابتداع أساليب ومشاريع نضاليّة جديدة.
وقال إنّ السلطة سدّت جميع المنافذ التي توصلها بالمجتمع البحرانيّ؛ فاعتقلت الرموز وحلّت الجمعيّات وتوغلت في القمع، فما كان من الشعب إلا ابتداع أساليب جديدة لمواجهة السلطة وإجراءاتها وضربها في الصميم في شرعيّة وجودها، مضيفًا أنّ مشروع العريضة الشعبيّة فكرة قد لا تجد طريقها إلى الإنجاز اليوم لكنّها من دون شكّ ستظلّ في الوعي وستتحول إلى ثقافة، وإلى مشروع عمل سياسيّ مستقبليّ، وهذا ما تخشاه السلطة، فهي تطرح مشروعًا متقدمًا للحلّ السياسي الجذري، مؤكّدًا أنّ هذه المبادرة قد نجحت لحدّ الآن في أن توصل رسالتها للعالم أنّ هناك أزمة شرعيّة في البحرين وأنّها بحاجة إلى حلّ سياسي جذري، فلو لم تتحقّق يكفي أنّها تزاحم السلطة في أهم موضوع يعنيها وهو شرعيّتها وإفشال عرس انتخابات كانت تريده أن يكون حفلة تتويج لشرعيّتها وجاءت مبادرة العريضة فقوّضتها.
وختم الإعلامي جواد عبد الوهاب بشكر الهيئة الوطنيّة للعريضة الشعبيّة لحمايتها كلّ نضالات الشعب من أن تهدر بمهرجان كرنفاليّ لانتخابات صوريّة لديمقراطيّة زائفة غير موجودة.