قال المتحدّث الرسمي باسم الهيئة الوطنيّة للعريضة الشعبيّة خارج البحرين الأستاذ «حسن قمبر» في لقاء صحفي مع قناة العالم يوم الخميس 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 إنّ الهيئة الوطنيّة تتوقع تفاعلًا إيجابيًّا من شعب البحرين مع العريضة الشعبيّة بعد تفاقم حالة الاحتقان السياسي في البلاد، وعدم استجابة السلطة لأيّ مبادراتٍ سياسيّة سواء من الحلفاء أم من المعارضة للخروج بحلولٍ سياسيةٍ توافقيةٍ، فضلًا عن إغلاقها أبواب الحوار مع المعارضة وسدّ آفاق الحلول السياسيّة للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ ثماني سنوات، والتي ألقت بظلالها على جوانب كثيرة أبرزها الجانب الاقتصاديّ والمعيشي للمواطن البحراني.
وأوضح قمبر أنّ مشروع العريضة الشعبية يأتي كجزءٍ من حراك الشعب البحريني ومسيرته النضالية في مطالبته بحقوقه السياسية وحقه في تقرير مصيره وفق الأعراف والمواثيق التي كفلتها العهود والمواثيق الدوليّة، وأقرتها الأمم المتحدة، مشدّدًا على أنّ أبرز مطالبه أن يكون صاحب القرار السياسي وفق مبدأ «الشعب مصدر السلطات».
وذكر أنّ النظام لديه هاجس من نجاح مشروع العريضة الشعبيّة؛ لإدراكه ومعرفته ويقينه بمخرجات التوقيع على العريضة الشعبية ونتائجه، كما حصل في العام 1994 حين سجّل شعب البحرين تفاعلًا كبيرًا مع العريضة الشعبية التي حملت مطالب سياسيّة مهمة آنذاك، وما تلاه من حراكٍ شعبيٍ استمر قرابة السبع سنوات، وأفرز عن انفراجاتٍ سياسية جزئية في العام 2001، وتوقّع قنبر أنّ النظام سيلجأ لتدابير مختلفة لمحاربة مشروع العريضة الشعبية عبر أدواته المختلفة، السياسيّة والإعلاميّة والأمنيّة أيضًا، على الرغم من أنّها تعدّ حقًّا يكفله القانون الدولي.
وقال إنّ العريضة الشعبيّة ستتخذ مساراتٍ ومحطّاتٍ مختلفة إلى أن تصل إلى مكانها الصحيح الذي سيكشف عنه في الوقت المناسب.
ورأى الأستاذ حسن قمبر أنّ مطلب انتخاب المجلس التأسيسي إن لم يكن هو المخرج الوحيد في الوقت الراهن، فهو على الأقلّ بداية الطريق للخروج من الأزمة المتصاعدة طيلة السنوات الماضية، ولا سيّما بعد إحكام السلطة قبضتها على مفاصل الدولة وتفضيلها الخيارات الأمنيّة على الخيارات والحلول السياسيّة، فضلًا عن تصاعد حدة التوترات في منطقة الخليج (الفارسي) والشرق الأوسط، والتي لا شكّ في أنّها ستفضي إلى حدوث تغييرات جذرية قادمة في المنطقة، والبحرين جزء لا يتجزأ من هذه الرقعة الجغرافيّة الكبيرة، وقد تكون هي البوابة الكبرى لهذه التغييرات حسبما يشير المراقبون.