من كان ليظنّ أنّ النظام الخليفيّ ليس فاقدًا تمامًا لإنسانيّته؟
فإن قال قائل إنّ هذا النظام وحشيّ مجرم حيث إنّه يعتمد القتل والتعذيب والاعتقالات والانتهاكات غير الإنسانيّة بحقّ شعبه وسيلة لقمعه، فإنّ فيه جانبًا إنسانيًّا لا يخفى، ألا وهو حرصه على لمّ شمل الأسر والعوائل، فقد سمح لإرهابيّ داعشيّ بدخول البحرين ليكون مع عائلته، لكنّ قمّة رقّته الإنسانيّة تكمن في جمع أسر كاملة في معتقلاته وسجونه!
فلا يكاد بيت في البحرين يخلو من معتقل أو اثنين أو ثلاثة أو حتى أكثر، إخوة وأخوات، أولاد عم، أب وأولاده، إخوة شهيد، أقارب من بعيد أو قريب، لكن أكثر ما تتجلى جرأته وحقارته هو في اعتقال أمّ وأولادها!
فمعتقلة الرأي «هاجر منصور» المعتقلة مع ابنها على خلفيّة سياسيّة ليست الوحيدة، إذ إنّه منذ أيّام اعتقل السيّدة «رباب حسن» مع زوجها وابنها أيضًا.
يبدو أنّ هوس الانتخابات يصيب الكيان الخليفيّ بحالة مرضيّة مستعصية فيعمد إلى شنّ حملات مداهمات واعتقالات عشوائيّة في صفوف المواطنين والمواطنات سعيًا لوأد الحراك الثوريّ المستمرّ على الرغم من كلّ جرائمه؛ لتخفيف حدّة الأوجاع التي يسبّبها له، ولا يدري لسوء حظّه أنّ مرضه لا شفاء منه!