بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ ما طرحته الهيئة الوطنيّة للعريضة الشعبيّة من مشروع سياسيّ، وعلى لسان رئيستها الأستاذة «مروة حميد» في المؤتمر الصحفيّ الذي عقدته أخيرًا في العاصمة المنامة، لجدير بالاهتمام؛ لتضمّنه دعوة إلى التوقيع على عريضة شعبيّة لانتخاب مجلس تأسيسيّ يعمل على صياغة دستور جديد للدولة ينهي عقودًا طويلة من الظلم والاستبداد واحتكار السلطة وتداعياتها المريرة على الوطن .
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير، وإذ نرحّب بأيّ مبادرة وطنيّة تستهدف استعادة الشرعيّة للإرادة الشعبيّة وتمكين الشعب من تقرير مصيره وإقامة نظام سياسيّ يحقق تطلّعاته المشروعة، نشيد بمبادرة الهيئة الوطنيّة للعريضة الشعبيّة ونثمّن دعوتها إلى انتخاب مجلس تأسيسي يعمل على صياغة دستور جديد للبلاد، حيث خلصنا في دراسة أجريناها بالتعاون مع جهات قانونيّة وحقوقيّة إلى نتائج ومعطيات تؤكّد أهميّة هذا المشروع من ناحية توقيته وهدفه.
وبعد أن وجدنا ما طرحته الهيئة من مبادرة وطنيّة يتّفق مع ما نصّ عليه «ميثاق اللؤلؤ» من إحداث التغيير الجذريّ في النظام السياسيّ، ويلتقي مع قناعاتنا السياسيّة، فإنّنا نؤكد دعمنا ومساندتنا الكاملة لهذا المشروع الوطنيّ الكبير ونباركه.
من هنا، ندعو أوّلًا الأمم المتحدة ومنظّمات حقوق الإنسان إلى تحمّل مسؤوليّاتهم، وأن يقفوا الى جانب الشعب في مطالبته بحقوقه الإنسانيّة وتطلّعاته المشروعة، وثانيًا نوجّه جميع كوادر الائتلاف في كافة مجالسه وهيئاته إلى تسخير كلّ قدراتهم وصبّها في دعم هذا المشروع، ونشدّد على أهميّة مضاعفة الجهود ومساندة الهيئة الوطنيّة للعريضة الشعبيّة لإنجاح هذه المبادرة الوطنيّة .
كما أنّنا نتوجّه باسمنا وباسم جميع شهداء ثورتنا المباركة بدعوة شعبنا العظيم إلى أوسع مشاركة وأكبر تفاعل مع هذا المشروع، وتسطير ملحمة وطنيّة كبرى على غرار الاستفتاء الشعبيّ لنؤكد للعالم ثباتنا وصمودنا وإصرارنا على تحقيق المطالَب الشعبيّة المشروعة، وعلى رأسها حقّ تقرير المصير واستعادة الشرعيّة الوطنيّة للشعب وحقّ اختيار الإرادة الشعبيّة لشكل الدولة والنظام السياسيّ .
نحن على ثقة تامّة بأنّ هذا المشروع الذي سيحظى بلا شكّ بتأييد شعبيّ واسع سيضاعف الضغط السياسيّ والمعنويّ على النظام الخليفيّ المتسلّط والمستبدّ، ويضعه على المحكّ دوليًّا، كما أنّه سيثبت عمليًّا حماسة المواطنين للتوقيع على العريضة في موعد طرحها، وعزوف الشريحة الكبرى منهم عن المشاركة في انتخابات الكيان الخليفيّ الصوريّة التي فشلت قبل أن تبدأ لأسباب يعرفها كلّ المراقبين، ومن بينها الوجوه التي تقدّمت لترشيح نفسها والتي تعكس حالة البؤس وأزمة الشرعيّة التي يعيشها الخليفيّون.
وإنّها لثورة مستمرّة حتى النصر، وما النصر إلّا من عند الله.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لنا ولهم قدم صدق عندك يا كريم .
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير
الإثنين ٢٢ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٨
البحرين المحتلّة