لم يكن يوم الأربعاء 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2018 يومًا عاديًّا في القطيف، إذ شهد مواجهات حامية بين ثلّة من الثوّار وجحافل من القوّات السعوديّة التي ما توانت عن استخدام كلّ أنواع الأسلحة في الأحياء السكنيّة الآهلة.
بدأت المداهمة منذ الساعة 8 صباحًا، حيث اقتحم المرتزقة حيّ «باب الشمال» بعدد كبير من المركبات، وحاصروه بعد أن أغلقوا كلّ المنافذ والمخارج، وكان دوي القذائف وصوت الرصاص يسمع من أماكن بعيدة.
كثّفت القوّات السعوديّة نيرانها مع تقدّم ساعات النهار في محاولة لاعتقال الثوّار أو قتلهم من دون مراعاة للمواطنين الآمنين العزل الذين احترقت منازل بعضهم، كما سجّلت إصابات في أوساطهم، ولم تكتفِ هذه العصابات بترهيبهم بالقصف بقدائف الـ«آر بي جي» والرصاص العشوائي بل عمدت إلى قطع الكهرباء عن شارع الإمام علي (ع) وبعض البيوتات في وسط القطيف لإجبار الناس على النزوح من الأحياء المحاصرة، واعتدت على مجموعة من النساء كما اعتقلت جميع أفراد إحدى العوائل.
هذا وتواردت أنباء شبه مؤكّدة عن مصرع قائد الدوريّة «عمر المرحبي» وإصابة ثلاثة جنود آخرين، في حين تمكّن الثوّار الأبطال من الصمود والنجاة وفق ما جاء في بيان لمجموعة «المقاومـة في القطيـف» التي ذكرت فيه تفاصيل المواجهة والصمود الحسينيّ.
وهذا نصّ البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) [٦٢- الأنفال]
في تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء الثامن من شهر صفر المظفر لعام ١٤٤٠هـ الموافق ١٧ أكتوبر ٢٠١٨م، أقدمت قوات الاحتلال السعودي الغاشم على محاصرة ثلة من الشباب المؤمن في وسط القطيف (حي باب الشمال) بقصد الإيقاع بهم بالقتل المباشر أو بالاعتقال الجائر الظالم، وعمدت القوات المحاصرة لترويع الأهالي والمدنيين بإطلاق الأعيرة النارية والمقذوفات الحربية بشكل عشوائي على المنازل والمارة مما تسبب بأضرار مادية في ممتلكات العامة واحتراق بعض المنازل.
لم يُسلِّم الشباب أنفسهم للقوات الغاشمة ولم يعطوا بإيديهم إعطاء الذليل، فما كان منهم إلا أن يقاوموا جلاوزة النظام بالإمكانيات المتواضعة والصدور التواقة للشهادة، مسطرين بذلك سطوراً من ملاحم الصمود والبطولة على الرغم من اختلال موازين القوى.
رجال الله المقاومين في الميدان وبشعار "نصرة المظلوم" هبوا ولبوا نداء الواجب الجهادي والأخلاقي لنجدة الثلة المحاصرة، فدارت رحى مواجهة غير متكافئة ولكنها تكللت بنصر إلهي مؤزر بإنقاذ المحاصرين من براثن الطغاة وكسر طوق الحصار، ونتج عن المواجهة خسائر مؤكدة في آليات العدو، وخرج رجال الله جميعاً سالمين مؤيدين بنصره وعزته وكرامته.
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم
#المقاومة_القطيفية_الباسلة