ردّ أهالي بلدة المالكيّة على التصعيد غير المسبوق من النظام الخليفيّ ضدّ إحياء الشعائر الحسينية فيها، حيث أغلق مأتم الإمام الرضا (ع) واعتقل مسؤوليه، وشنّ حملة اعتقالات عشوائيّة واسعة في صفوف شبّان القرية الأبرياء، وفرض حصارًا أمنيًّا على البلدة منذ أيّام.
وقال الأهالي في بيانهم يوم الأربعاء 26 سبتمبر/ أيلول 2018 إنّهم يتعرّضون لحربٍ طائفية مسعورة واضطهادٍ طائفي ممنهج من هذا النظام الصدّامي البعثيّ الهوى والسلوك تمثّل بمحاربة الشعائر الدينيّة والاعتداء على المظاهر العاشورائيّة.
وأدانوا بشدّة إقدام النظام على تسييس موسم عاشوراء عبر التعدي على مظاهرها واعتقال الخطباء والرواديد الحسينيّين وفرض إسقاطات على نيّاتهم من نسجه تمهيدًا لمحاكمات صورية انتقاميّة، واستدعاء مديري المآتم واعتقالهم وتوجيه تهم ظالمة وتحميلهم مسؤوليات لا علاقة لهم بها، وإغلاق مأتم الإمام الرضا (ع)، وإجبار إدارات المآتم والحسينيّات تحت التهديد على إصدار بيانات صاغت أجندتها السلطة نفسها لتدين الحراك السياسيّ، مؤكّدين أن لا قيمة اعتباريّة لأيّ بيانات صدرت أو تصدر تحت الإكراه من إدارات المآتم والحسينيّات.
واستنكر أهالي المالكيّة حملة الاعتقالات الأخيرة في صفوف الشباب الأبرياء، مطالبين بالإفراج الفوريّ عنهم، داعين النظام إلى التخلّي عن المسرحيات ذات السيناريوهات المتكررة والتافهة والتي تثير سخرية الرأي العام منذ حراك الخمسينيّات إلى اليوم، متسائلين: «هل هناك عاقلٌ يُصدّق أنّ كتاباتٍ بالأصباغ على الأرض تتطلّب تمويلاً خارجياً؟!!!».
ودعوا جميع الأهالي الشرفاء إلى التعامل مع قرار إغلاق مأتم الامام الرضا (ع) وكأنّه لم يكن، مؤكّدين أنّ إدارة الأوقاف الجعفريّة لا ولاية لها على المآتم، وهي ليست في أصلها إلّا جهة إداريّة لتصريف أمور الأوقاف قبل أن تتحوّل إلى أداة للسلطة تنفذ ما يُملى عليها بلا وازع دينيّ أو أخلاقيّ، وأهابوا بهم لأن يردّوا على هذا الاستهداف للشعائر بالتمسّك بها أكثر وأكثر، ورصّ الصفوف والتضامن في مواجهة هذه الحرب الطائفية المسعورة، والتنبّه واليقظة من فتنة خطط لها النظام بخبث لإيقاع الفتنة بين الأهالي، موضحين أنّ «كتابة اسم الطاغية على الأرض ليصبح مداسًا جاءَ ردًّا على استهداف المظاهر العاشورائيّة وتخريبها من قبل مرتزقة النظام».
وختم الأهالي بيانهم بـ«أنّ النظام ارتكب حماقة دون شعور، فبخطوة إغلاق المآتم واستهداف الشعائر أطلق رصاصة الرحمة على مشروعه الذي يعمل عليه ليلًا ونهارًا بدفع وإقناع بعض الشخصيّات الشيعيّة للدخول والمشاركة في الانتخابات النيابيّة الصورية القادمة وتعشيمهم بإمكانيّة التأثير والتغيير، فمن ستبقى عنده ذرّة قناعة بهذا بعد هذه الحماقة الطائفية والاضطهاد»؟!
نصّ البيان:
استهداف الشعائر الحسينية .. تكريسٌ للاضطهاد الطائفي الممنهج ضدّ المواطنين الشيعة في البحرين!
بيان أهالي المالكية حول الأحداث الأخيرة التي تمرّ بها القرية
بسم قاصم الجبّارين ، مبير الظالمين ..
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ "
نظراً لما تمرّ به قرية المالكية الأبية من تصعيدٍ غير مسبوق يمارسه النظام الظالم ضد الشعائر الحسينية المقدّسة ، واتخاذ قرارٍ غاشم وخطير بإغلاق مأتم الامام الرضا (ع) واعتقال إدارييه ، وشن حملة اعتقالات عشوائية واسعة في صفوف شباب وشبّان القرية الأبرياء ، والحصار الأمني المفروض على القرية منذ أيام ، نؤكّد على النقاط الآتية:
أولاً : نعلنُ لكلِّ من يهمه الأمر ؛ بأنّنا نتعرّض إلى حربٍ طائفية مسعورة واضطهادٍ طائفي ممنهج من هذا النظام الصدّامي البعثي الهوى والسلوك؛ لشعائرنا ومآتمنا الحسينية المقدّسة ، وما قرار اغلاق مأتم الامام الرضا (ع) من أداة السلطة – إدارة الاوقاف الجعفرية- واعتقال إدارييها وقبلها الاعتداء على مظاهر عاشوراء وتخريب اللافتات العاشورائية وتمزيقها من قبل مرتزقة النظام إلا شاهدٌ على ذلك ، ودليلٌ قاطع لكلّ من يبحث عن دليل.
ثانياً: ندعو الجميع إلى رصّ الصفوف والتضامن في مواجهة هذه الحرب الطائفية المسعورة ، والتنبّه واليقظة من فتنة خطط لها النظام بخبث لايقاع الفتنة بين الأهالي ، فكتابة اسم الطاغية على الأرض ليصبح مداساً ؛ جاءَ ردّاً على استهداف المظاهر العاشورائية وتخريبها من قبل مرتزقة النظام الذين يعثون في مناطقنا فساداً بأوامر عليا بلا رادِعْ ، والأولى لكلّ من يدّعي الاسلام أن تتحرّك غيرته الاسلامية لاستنكار التعدّي وانتهاك قداسة كل ما يرتبط بريحانة سبط رسول الله (ص) بدلاً من استنكار دوس اسم طاغية لا يراعي للاسلام والمسلمين حرمة ولا احتراما.
ثالثاً : نُدين بأشد عبارات الادانة إقدام النظام على تسييس موسم عاشوراء ، فهو يرفع شعار عدم التسييس ويمارس كل التسييس بكل وقاحة ويعتقدُ أن سياسة الاستغفال ستنطلي على هذا الشعب ، أوليس التعدي على مظاهر عاشوراء من قبل عناصر الداخلية تسييس لشعائر دأب على احيائها أتباع أهل البيت (ع) على هذه الأرض الطيبة منذ مئات السنين؟!
أوليس اعتقال الخطباء والرواديد الحسينيين وفرض اسقاطات على نواياهم من نسج النظام تمهيداً لمحاكمات صورية انتقامية تسييس لعاشوراء؟!
أوليس استدعاء واعتقال ادارات المآتم وتوجيه تهم ظالمة وتحميلهم مسئوليات لا علاقة لهم بها تسييساً ؟!
أوليس قرار اغلاق مأتم الامام الرضا (ع) قراراً سياسياً محضاً؟!
أوليس اجبار ادارات المآتم والحسينيات تحت التهديد بإصدار بيانات صاغت أجندتها السلطة نفسها لتدين الحراك السياسي هو عين التسييس؟!
وغيرها من عشرات الأسئلة..
رابعاً: نؤكد أن لا قيمة اعتبارية لأي بيانات صدرت أو تصدر تحت الاكراه من ادارات المآتم والحسينيات ، ونعتبر أن حالها حال محاضر التحقيق التي يُجبَرُ فيها المعتقلون الأبرياء بالتوقيع عليها تحت الاكراه و التعذيب والتهديد ، كما ندعو إلى التماسك الداخلي بين الأهالي وادارات الحسينيات رداً على هذا المخطط الخبيث.
خامساً: نستنكر وندين حملة الاعتقالات الاخيرة في صفوف الشباب الابرياء ، ونطالب بالافراج الفوري عنهم ، وندعو النظام إلى التخلّي عن المسرحيات ذات السيناريوهات المتكررة والتافهة والتي تثير سخرية الرأي العام منذ حراك الخمسينات وإلى يومنا هذا ، هل هناك عاقلٌ يُصدّق أن كتاباتٍ بالاصباغ على الأرض تتطلّب تمويلاً خارجياً؟!!!
سادساً : ندعو جميع الأهالي الشرفاء إلى التعامل مع قرار اغلاق مأتم الامام الرضا (ع) وكأنه لم يكن ، فإدارة الاوقاف الجعفرية لا ولاية لها على المآتم ، وهي ليست في أصلها إلا جهة ادارية لتصريف أمور الأوقاف قبل أن تتحول أداة للسلطة تنفذ ما يُملى عليها بلا وازع ديني أو أخلاقي .
كذلك نهيب بالأهالي أن يردوا على هذا الاستهداف للشعائر بالتمسّك بها أكثر وأكثر ، لتستمر وتصل إلى جيل الأبناء والأحفاد صافية نقية كما وصلتنا من جيل الآباء والاجداد.
سابعاً : ارتكب النظام حماقة دون شعور ، فبخطوة إغلاق المآتم واستهداف الشعائر أطلق رصاصة الرحمة على مشروعه الذي يعمل عليه ليلا ونهارا بدفع واقناع بعض الشخصيات الشيعية للدخول والمشاركة في الانتخابات النيابية الصورية القادمة وتعشيمهم بإمكانية التأثير والتغيير ، فمن ستبقى عنده ذرة قناعة بهذا بعد هذه الحماقة الطائفية والاضطهاد؟!
ويمكرون ، ويمكرُ الله ، والله خيرُ الماكرين.
صادر عن أهالي المالكية – البحرين
٢٦/٩/٢٠١٨