خطفتمونا من بين أحضان الانتفاضة؛ لتقتلوا الحماسة فينا وتكتموا أنفاسنا
ثمّ أحكمتم إقفال أبواب السجون وأحطتموها بعساكر مدججة
وحجبتم ضوء الشمس، ومنعتم الطيور من التغريد عند الغروب
أذقتمونا أنواع العذاب بقلوبكم الميتة المجرّدة من الشعور
ضحكاتكم تعلو وقهقهاتكم صرخات جنون
كبّلتمونا بالحديد وطوعتموه ليلازمنا سنين
عصيّكم قبضتموها لتعتدي على أجسامنا ومنعتم عنها لقمة العيش الرغيد وملابس تقيها حرّ القيض وبرد الشتاء
أرغمتمونا على تحمّل المرض من دون الدواء
بالرغم من كلّ هذا وذاك أجسامنا داخل السجون وأرواحنا حرّة في الخارج
فهي تجري مع الثوّار ليلًا ونهار
تجول أرجاء الوطن السليب
أيا أهلنا، وإن طال الزمن، يومًا ما سنكون أحرارًا كما الصقور الجارحة ونلتقي من جديد
وإن لم يكن اللقاء فسنذوق حلو النهاية
كلّا نحن لم ننحنِ يومًا ولن ننحني، وقلوبنا ما زالت معطاءة وتنبض بالحياة
أنفاسنا يراودها المنى في أن تكون في أحضان الانتفاضة
نحن مثل جبال صبر راسخة ولا تنثني
ورؤوسنا لا تطأطأ ونفوسنا لا تهن أو تمتهن فنّ الهروب أو الانسحاب بعد خميس الانتفاضة
وإن خرجنا سنكون في أوّل صفوف الثائرين، نرمي النيران والحجارة
نرميها كي ننتصر، نعم ثورتنا ستنتصر
صبرًا أيا شعبنا صبرًا حتى يحين موعد النصر ونطلق حمائم الحريّة
ونعلنها بحرين حرّة للأبد من دون قيود المعتدين
بقلم زهراء علي