لم نكن أفرادًا…
بل فصولًا تحت عنوان واحد
في حقبة قد ظنّ بعضهم أنّ الزمن طواها
أبدًا.. فهي كانت البداية
انتفاضة أحيت الآمال فينا شبابًا لنا أحلامنا ومطالبنا
يومها كنا نكتب على جدران بيوتنا القديمة
أسماء لن تمحيها الذاكرة
كنت أنت ومن معك
تكتبون العبارات العظيمة
عبارات كانت تختنق بداخلنا قمعًا
لكنّها أبصرت النور على يديك
فكتبتها كي يراها عبيد الدنيا..
لم تتوارَ عن الأنظار.. مع أنّك كنت تخطو على طريق الموت
كتبتَ: الموت لا يخيفنا.. فهو التربع على عرش الشهادة..
تلك الممرات الضيقة التي جمعتنا هي لنا أبواب الحرية..
طرقناها مرّة.. بل ألف مرّة حتى غصت بنا..
سمعوا بنا آل خليفة فكُبّلنا بسراديب معتمة.. وتجرّعنا آلامنا..
كلا بل هي التي أحيت جوارحنا وأفضت بنا إلى جلد التشبث بالقضية حتى آخر نفس..
لم تكن تلك قصة تطوى بل أكملت لتسري في جسدي.. لم تتمكن من اعتقاداتي؟!
بل أخذتني إلى الجنة..
لم أكن شاهدًا على حقبة مضت.. إنّما خططتها بقلمي حتى عجز عن أن يكتب أكثر..
أغمضت عينيّ فرأيتها أمامي..
لنا مطالبنا المحقّة.. ها نحن من جديد ننتفض في 14 فبراير.. أرواحنا تطالب مثلما كانت بالأمس..
واستمرّ النضال حتى ارتمى جسدي على الفراش.. منهكًا.. لا أقوى على أن أخطّ جدران المنامة.. فدواتي قد جفّت..
وما بقي غير إيماني بالنصر حلمته بابتسامة.. لم تمحِها لحظات الفراق الأخيرة… بل أشرقت بالشهادة..
بقلم زهراء علي