بسم الله الرحمن الرحيم
مسيرة طويلة بدأتها الأجيال السابقة التي لخّصت شعار التضحية بالدماء والأرواح من أجل سيادة الوطن. وشعبنا اليوم شعب الصبر والصمود، وهو الشعب الرافض لكلّ مظاهر الاحتلال والهيمنة لبلده وضرب سيادته، مستندًا إلى هذه المسيرة البطوليّة، وفي خضم كلّ هذا تمرّ علينا ذكرى 14 أغسطس، وهي الذكرى التي على الرغم مما تحملهُ من عزّة وكرامة لشعبنا بعد اندحار المستعمر البريطانيّ عن أرضنا، فإنّها تكشفُ في المقلب الآخر خبث هذه الإدارة البريطانيّة التي سعت إلى تكريس احتلالها بشكلٍ آخر وتجذير النظام الديكتاتوريّ لجزيرة البحرين بما تحمله كلمتا الاحتلال والديكتاتوريّة من معنى.
لقد تأصّلت، بعد يوم 14 فبراير 2011، أدبيّات الثورة والمقاومة على أكثر من صعيد، وتصدّت لأدبيّات المملكة البريطانيّة التي تتضمّن فكرة أنّ جزيرة البحرين هي المستعمرة الأبديّة لها، مسلّمة بأن لا قيمة تذكر لشعبها، راسخة على قرار حماية حكّام قبيلة آل خليفة الدمويّين القتلة في مقابل سيادتها غير المعلنة وتدخّلها بشؤون البلاد.
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير كمعارضة شعبيّة ثوريّة مقاومة لأيّ مشروع يضرّ بسيادة البحرين ووحدة بلادنا، نرسلُ ثلاث رسائل مهمّة بمناسبة ذكرى 14 أغسطس، إيمانًا منّا بأنّها ذكرى اندحار الاحتلال البريطانيّ المكشوف، والانتقال إلى الشكل الآخر من أشكال الاحتلال:
الرسالة الأولى للحكومة البريطانيّة الحاليّة ولسفيرها في البحرين:
مهما رسّختم واقع هذا الاستعمار بأشكاله المختلفة عبر الوجود العسكريّ وبناء قواعدكم العسكريّة على أرضنا المباركة في البحرين، ومهما أفرزت ماكيناتكم الإعلاميّة من بهرجة ودعاية وتضليل، فإنّ عليكم أن تدركوا وتقرأوا بوضوح تام عن وعي هذا الجيل البحرانيّ الذي تشكلت ثقافته وروحيّته ومعنوياته على رفضكم بصفتكم قوة احتلال غاشمة لبلده، بل على أنّكم المعاونون الأوائل والأساسيّون في الماضي والحاضر لنظام آل خليفة الديكتاتوري المغتصب للسلطة، والذي يقمع شعب هذا البلد بقسوة بالغة مدعومًا من حكومتكم واستخباراتكم ومعذّبيكم، وإنّنا في ائتلاف 14 فبراير لن نتهاون في تصعيد هذا الرفض لاحتلالكم بكلّ الوسائل المشروعة لمقاومة الغزاة والمحتلّين.
الرسالة الثانية للشعب البريطاني:
نغتنم فرصة ذكرى يوم الاستقلال غير المكتمل حيث إنّ احتلال بلدكم بريطانيا لبلدنا البحرين ما زال قائمًا بأشكالٍ متعددة، ولم يبارح ما يعانيه من قهر واضطهاد من قوّاتكم المحتلة، لنتوجّه بدعوتكم إلى الضغط على نوّابكم وحكومتكم في رسم سياسات جديدة تخدم مصالح الشعبين بدلًا من واقع الاحتلال الحالي الذي يرفضه شعبنا البحراني جملة وتفصيلًا، وألّا تكون أصواتكم في صناديق الاقتراع رصاصة أو قنبلة تنفجر في صدر المواطن البحرانيّ الرافض لاحتلال بلده، بل أن تعمل على فرض سياسة تناصر الشعب البحرانيّ ضدّ الديكتاتوريّة الحاكمة في البحرين التي تدعمها حكوماتكم المتعاقبة والتي تعطل المصالح السياسيّة والاقتصاديّة الحقيقيّة بين البلدين وتضرّ بصداقة الشعبين.
الرسالة الثالثة إلى الشعب البحرانيّ العظيم:
نعاهدكم يا أبناء شعبنا العظيم في 14 أغسطس 2018 كما عاهدناكم في كلّ مناسبة على ألّا نساوم على الحقوق والسيادة مهما كلفنا ذلك من تضحيات، فلن نقبل أن يكون بلدنا محتلًّا تحت أيّ عنوان، ولن نقبل ببقاء القواعد الأمريكيّة أو البريطانيّة أو غيرها، فبدمنا نصون سيادتنا، وبالإرادةِ والعنفوان نُكملُ مسيرة ثورتنا حتى إنهاء الحكم المستبدّ، وننتزع حقّنا المشروع في تقرير المصير.
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير
الثلاثاء 14 أغسطس/ آب 2018 م
البحرين المحتلة