«قاسم محسن» ابن الـ18 من عمره، الشهيد الثاني في ثورة 14 فبراير من بلدة العكر بعد الشهيد «حسين شرف».
أنهى الشهيد المرحلة الثانويّة بنجاح، وكان مقرّرًا أن يلتحق بالدراسة الجامعيّة، لكنّ حلمه كان أبعد من ذلك، فقد كان يطمح إلى الفوز الأكبر.
ولد في كنف عائلة كريمة متديّنة، فتشرّب حبّ الجهاد في سبيل الإسلام وإعلاء كلمته، متّخذًا الإمام الحسين (ع) قدوة له، كان مواظبًا على الدروس الدينيّة، ومشاركًا في فعاليّات بلدته، عرف عنه حبّه الجهاد والمقاومة منذ صغره، فكان حريصًا على أن يكون دومًا في الصفوف الأماميّة في السّاحات، وقد شهدت له الميادين بإقدامه وشجاعته على الرغم مما كان يتميّز به من حياء.
بذل كلّ غال ونفيس من أجل الثورة، لم تردعه مداهمات مرتزقة آل خليفة لمنزل أسرته وتكسيره على مدى سنوات، بل زاده ذلك إصرارًا وثباتًا على إكمال دربه حتى نال الشهادة في 15 يوليو/ تموز 2015 وهو يؤدّي واجبه الجهاديّ في مقاومة الاحتلال الخليفيّ-السعوديّ، فاستحقّ لقب «شهيد المقاومة والدفاع المقدّس».
مراسم تشييع الشهيد تحوّلت إلى تظاهرة تعالت فيها من حناجر المشيّعين الهتافات المنادية بإسقاط النظام الخليفيّ، والمطالبة بالقصاص للشهداء، وتقدّمت رايات المقاومة والدفاع المقدّس الصفوف الأولى التي افتقدته في ذاك اليوم.