قالت عضو تحالف الفتح العراقيّ الدكتورة إكتفاء مزهر عبد الحسناوي في الكلمة التي ألقتها في المهرجان النسويّ السادس يوم السبت 9 يونيو/ حزيران 2018، إنّ مهرجان القدس السنويّ هذا العام يأتي على ظمأ لريّها وشوق لريّاها، فقد احتشد له حنين وشوق لتحرير القدس، وتحلّ هذه الذكرى ونحن نمرّ بظروف غير مسبوقة يمثّلها امتداد العدوان الصهيو-أمريكي على القدس بمؤامرة نقل السفارة الأمريكيّة من تل أبيب إلى القدس، فإنّنا نعلن تمسّكنا التام بالقدس عاصمة فلسطين، وبحقّ الشعب الفلسطينيّ بمقاومة الاحتلال حتى التحرير التام.
ومن أجل ذلك نخصص جميعًا كلّ الوقت للقضيّة المصيريّة الكبرى وعلينا أن نستجيب استجابة كاملة للمرحلة التي تمرّ فيها فلسطين ومواجهة المؤامرة الأمريكيّة- الخليجيّة التي تحاك ضدّ الامة الإسلاميّة وقضيّتها القدس الشريف.
إنّها معركة الوجود التي ينبغي للعالم أنّ يعي أنّنا لا نخوضها دفاعًا عن مقدّساتنا وهي وحدها تكفي هدفًا نبيلًا لأقدس معركة، بل نخوضها من أجل الحريّة والإنسانيّة وتحرير الأرض الفلسطينيّة، ولقد ثبت أنّ ما أخذ بالقوّة لا يستردّ إلا بالقوّة.
نتساءل متى تتحوّل الرغبات والاستنكارات إلى واقع عمليّ من أجل التحرير؟
وحول ما يجري في البحرين قالت: تمارس السلطات البحرينيّة المدعومة من القوّات السعوديّة والخليجيّة تصعيدًا وقمعًا ممنهجًا لتستهدف الثوّار بالعقاب الجماعي ضدّ الشعب الذي يواصل احتجاجاته السلميّة للحصول على حقوقه الديمقراطيّة.
هذه الانتفاضة التي وصل عمرها إلى 7 سنوات من الجهاد، تحمل شعار باقون، فالثوّار في البحرين يرفضون أي تسوية هزيمة تبقي الحكم الديكتاتوريّ الفاسد وتصادر حق الشعب في تقرير مصيره السياسيّ.
إنّ ثورة الشعب البحرانيّ العادلة والمشروعة والمحقّة فرضت نفسها في المحافل الدوليّة، فهي ثورة فريدة من نوعها في كلّ التفاصيل، أثبت خلالها الشعب البحرانيّ انّه على قدر عالٍ من المسؤوليّة والتحمّل والصبر، والبحرين تعيش أزمات متفاقمة عديدة، أبرزها عدم المساواة بين المواطنين، وأنّها ملك للعائلة الحاكمة المدعومة من السعوديّة التي تحاول إخماد نار الثورة وقمع الثوار بقوّة السلاح، لذا فإنّنا بدورنا نساند الثوّار ونؤيّد حقّهم في تقرير مصيرهم، وما عمليات الإعدام والحبس وسحب الجنسيّة من المواطنين إلا دليل على ديكتاتوريّة النظام الحاكم العميل وقوّات ما يسمّى بدرع الجزيرة.
وشجبت الحسناوي ما يسمّى عاصفة الحزم أو الحرب على شعب اليمن الباحث عن تقرير مصيره والحريّة، موضحة أنّها غيّرت المفاهيم الإنسانيّة ضدّ الشعوب، فبعد 3 سنوات متواصلة من الحرب على اليمن لم تحدث تغييرًا في موقف الثوّار الابطال الذين يدافعون عن وطنهم من الغزو السعوديّ- الأميركيّ، حيث حكّام آل سعود لم يحققوا أي تقدّم ملحوظ سوى الخسائر المتلاحقة أمام بسالة الشعب وصموده، وخصوصًا في المفاوضات المتواصلة من الكويت إلى جنيف ومسقط، وهذا يعدّ إخفاقًا كبيرًا خاصة للسعوديّة والإمارات اللتين تصدّرتا التحالف العدوانيّ الهمجيّ؛ فهذه الحرب أحدثت اضطرابًا سياسيًّا وأخلاقيًّا في التحالف الإنجلو-أمريكي المدعوم بالمال السعوديّ والإماراتي، لذا نرى أنّ هذا التحالف سيهزم على يد صخرة القوّة والشجاعة لدى شعب اليمن، وعلى كلّ العالم مساندته.
وذكرت أنّ أكثر ما تواجهه الأمة الإسلاميّة خطورة هو المؤامرة على وحدتها واستقلالها من قبل الدول الراعية للإرهاب والتخريب الصهيو-أمريكيّة والخليجيّة، مضيفة فها نحن نرى أعمالها التخريبيّة التي طالت سوريا العربيّة محاولة تمزيقها إلى أجزاء ليسيطروا عليها الخونة والعملاء ويبعدوها عن دورها بمواجهة الاحتلال الإسرائيليّ لفلسطين، لذا دخلت سوريا في معركة لا بدّ منها من أجل درء الخطر عن شعبها، فعلينا وعلى كلّ الشرفاء أن يحملوا لواء الحقّ، وأن نجمع أمرنا لمساندتها حتى تحرير أراضيها من براثن الإرهاب والدول الداعمة له كالسعوديّة.
وأكّدت في ختام كلمتها أنّ الدور الأكبر بالتآمر على وحدة الأمة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها تلعبه السعوديّة ومن لفّ لفّها، مردفة: وما ذكرناه عن القدس والبحرين واليمن وسوريا إلا دليل قاطع وبرهان ثابت على دورها التخريبيّ مع الصهيونيّة.