بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ والحمدِ للهِ ربِّ العالمينَ، وأفضلُ الصلاةِ وأتمُ التسبيحِ على من بُعثَ رحمةً للعالمينَ سيّدِنا وقائدِنا وطبيبِ نفوسِنا أبي القاسم محمدٍ بنِ عبدِ الله وعلى آلِ بيتِه الطيبينَ الطاهرينَ.
ويقتربُ الموعدُ يومَ الجمعةِ الأخيرَ من شهرِ رمضانِ المبارك، مع الدعوةِ التاريخيّةِ التي أطلقها محقّقُ حلمِ الأنبياءِ الإمامُ الخمينيُّ (قدس سرّه) بإحياءِ القضيّة، والخروجِ لتجديدِ العهدِ والوفاءِ للمقدّساتِ الغاليةِ في فلسطين الأبيّة.
يا أبناءَ شعبِنا العزيزِ الأبيِّ، يا من حملتُم دماءَكُم على أكفِّكُم في مواجهةِ البطشِ والظلمِ والعدوانِ، ويا من حطّمتُم بصمودِكم وجهادِكم وثباتِكم في ميادينِ الفداءِ غطرسةَ آلِ الظلمِ والغدرِ والخيانةِ، ويا من جعلْتُم القدسَ وفلسطينَ نصبَ أعينِكم على الرغمِ من كلّ الآلامِ والجراحِ، أقصانا يصرخُ هل من ناصرٍ ينصرُني؟ وهيهاتَ ألّا نلبي نداءَه!
يا شعبَ العزّةِ والكرامةِ، القدسُ تناديك من جديد، على أعتابِ صفقةِ الغدرِ الموعودة، وبعد قرارِ مجنونِ البيتِ الأبيضِ بنقلِ سفارةِ بلادِهِ إليها، ها هي فلسطينُ تصرخُ، وتنادي كلَّ الشرفاءِ لتلبيةِ النداء، والوقوفِ بكلّ حزمٍ في وجهِ كلِّ المؤامراتِ الخبيثةِ، التي تحيكُها أميركا وإسرائيلُ بالتعاونِ مع حكّامِ الخيانةِ الذين يريدونَ إعطاءَ ما لا يملكون.
يومٌ واحد يفصلُنا عن يومِ تجديدِ العهدِ للقدسِ الأبيّةِ، لتكونَ صرختُنا موحّدةً مع كلِّ شرفاءِ العالم، وفي يومٍ واحد: أنّ القدسَ عربيّةٌ وإسلاميّةٌ ولن نسمحَ بالمساسِ بها، سنرفعُ مجدّدًا صرخاتِنا المدوّيةَ متحدّينَ كلَ المخاطرِ، وليسمعَ كلُّ العالمِ أنّ شعبَ البحرينِ المقاومَ لم ينسَ القضيّةَ، وأنّ عصاباتِ الإجرامِ الخليفيّةَ لن تثنيَه عن الخروجِ لتأكيدِ الموقفِ الثابتِ ورفضِ تدنيسِ عصاباتِ الإجرامِ الصهيونيّةِ للقدسِ الشريف.
نحن مدعوونَ، رجالًا ونساءً وأطفالًا وشيوخًا، إلى توجيهِ التحيّةِ لإمامِنا الخمينيِّ في عليائِه، وإلى تلبيةِ دعوتِه التاريخيّةِ إلى الوقوفِ مع القدسِ والأقصى، ولنؤكّدَ ما كنّا نؤكّدُه على مرِّ السنواتِ أنّنا حاضرونَ دائمًا في الساحات، وجاهزونَ في الميادينِ لتلبيةِ دعوةِ الحقِّ في وجهِ دعواتِ الشرّ، ولنقولَ لحكّامِنا الخونةِ: إنّ فلسطينَ لنا، فلسطينَ للشرفاءِ والأوفياءِ، وفلسطينَ لن تستسلمَ رغمَ مؤامراتِكم وصفقاتِكم المشبوهة.
يا أمّةَ فلسطين، القدسُ تناديكم لتنجدوها ولتقفوا إلى جانبِها، ولتُسقطوا كلَّ ما يدبَّرُ لها في السرِّ والعلنِ، ونحن كما اعتدنا في البحرين، لم نخذلْ فلسطينَ يومًا ولن نخذلَها اليومَ ولا غدًا، ولم نتركِ الأقصى يومًا، واليومَ أيضًا لن نتركَه، سنكونُ في يومِ القدسِ العالميّ معًا في كلِّ الساحاتِ والميادين، نرفعُ الصرخاتِ، وتدوي هتافاتُنا ليسمعَها كلُّ العالم، وليعلموا أنّ في البحرينِ شعبًا مجاهدًا صابرًا ثابتًا بقيتِ القدسُ قضيّتَه على مرِّ السنين، وفلسطينُ حاضرةً في قلبِه وعقلِه ووجدانِه رغمَ كلِّ ما يواجهُه من آلامٍ وجراحِ.
عهدًا سنلبّي النداءَ في يومِ القدسِ العالميِّ، وعهدًا سنخرجُ جميعًا بكلِّ أطيافِنا لتأكيدِ الموقفِ الراسخِ والثابتِ، وعهدًا لقدسِنا المظلومةِ بألّا نتركَها وأن نُسمِعَها صرخاتِنا العاليةَ: إنّنا يا قدسُ قادمونَ قادمونَ قادمونَ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس ٧ يونيو/حزيران ٢٠١٨ م
البحرين المحتلة