غصت العتبات الدينية المقدسة ومختلف اماكن العبادة في مدينة النجف الاشرف، وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء، خلال الايام والليالي الاخيرة الماضية بحشود الزوار من مختلف مدن العراق، اضافة الى الزوار القادمين من عدة دول اسلامية، لاحياء ليالي القدر المباركة، وذكرى استشهاد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام).
وتخللت اجواء احياء هذه الليالي المباركة، تلاوة القران الكريم، واداء مراسيم الزيارة للامام علي والامام الحسين عليهما السلام، وقراءة دعاء الجوشن الكبير، وبعض الادعية المأثورة الاخرى، واقامة الصلوات.
الى جانب ذلك، اقيمت مجالس العزاء بمناسبة ذكرى جرح الامام علي (عليه السلام، ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، وذكرى استشهاده في ليلة الحادي والعشرين من هذا الشهر الفضيل).
وبينما اتشحت شوارع وازقة النجف الاشرف بالسواد، وعمتها اجواء الحزن، بدت، وكأنها احتضنت كل الناس من شتي بقاع الارض، اذ لم يعد هناك شبر واحد الا وقد شغله الزوار، ولم تقتصر مظاهر احياء ليالي القدر المباركة وذكرى جرح واستشهاد الامام، على مرقد امير المؤمنين والشوارع والمناطق المحيطة به والقريبة منه وسط المدينة، بل ان الصورة كانت مماثلة في مسجد الكوفة وبيت امير المؤمنين، ومرقد الصحابي ميثم التمار، ومسجد السهلة في قضاء الكوفة (۱۰ كم شمال شرق النجف).
ونفس الشيء تقريبا في كربلاء المقدسة، حيث ان مرقدي الامام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام، ومعهما تل الزينبية والمخيم الحسيني، ومقام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، شهدت مراسيم احياء واسعة شاركت فيها حشود غفيرة من المؤمنين.
ولم يختلف الامر كثيرا في الكاظمية المقدسة، التي تحتضن مرقدي الامامين موسى بن جعفر الكاظم وحفيده الامام محمد بن علي الجواد عليهما السلام، وكذلك مرقدي الامامين علي الهادي وولده الحسن العسكري عليهما السلام، فضلا عن سرداب غيبة الامام المهدي المنتظر في مدينة سامراء.
ووضعت الجهات الحكومية المسؤولة، سواء في الحكومة الاتحادية او الحكومات المحلية في النجف وكربلاء وبعض المدن الاخرى، خططا واجراءات امنية شاملة شارك فيها الاف العناصر من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والامن الوطني والحشد الشعبي وجهاز مكافحة الارهاب، لتأمين الحماية للزائرين، ومنع حدوث اية خروقات امنية.
الى جانب ذلك وضعت خطط لتسهيل حركة وتنقل الزائرين، وتوفير المستلزمات اللوجيستية وتنظيم عمل المواكب والهيئات الحسينية، كان لادارة العتبات المقدسة دور كبير فيها.
وتعد ليالي القدر المباركة (التاسعة عشرة والحادية والعشرين والثالثة والعشرين)، من الليالي المباركة، التي تعد من افضل الليالي، وتؤكد الروايات اهمية احيائها لما فيها من الاجر والثواب، وهي تتزامن مع ذكرى جرح واستشهاد الامام علي عليه السلام علي يد عبد الرحمن بن ملجم، الذي ضربه بالسيف وهو يصلي في مسجد الكوفة، ليلة التاسع عشر من شهر رمضان، واستشهد بعد يومين في سنة ٤۰ هجرية.