دأبا معًا على العمل الإعلاميّ وتغطية أخبار البلدات والقرى والحراك الثوريّ.
وسيلة تواصلهما الهاتف والإنترنيت، يتراسلان بالأخبار وأحوال البلاد، وما بين هذه وتلك تعمّقت صداقتهما حتى صارا كالأخوين.
خلال سنوات كانت ثمّة كلمة سرّ للتأكّد من هويّتهما، فأبو محمّد كان يشارك دومًا بالحراك والتظاهرات، ويحضر المناسبات في المآتم، وباقر يعمل من البيت حفاظًا على أمنه.
لطالما قضى أبو محمّد أيّامًا وليالي وهو مطارد، كلّما تأزّم الوضع غادر منزله واختبأ، فكان التواصل معه يصعب، ولكن بكلمة السرّ كان باقر يكمل العمل وحده، ويدعو لصديقه بالفرج والأمان، فلا يمكن للعمل الإعلاميّ أن يتوقّف، فهذا عهدهما للشهداء والأسرى والجرحى والمطاردين.
مرّت الأيّام على هذا المنوال وأخبار الواقع تنشر، إلى يوم ورد باقر رسالة من أبو محمد مفادها أنّ منزله دوهم، وهو هارب الآن ومطارد، وبحاجة إلى أن يستقرّ قبل أن يكمل العمل.
تولّى باقر العمل 3 أيّام حتى أعلمه أبو محمد أنّه آمن ويمكنه أن يعمل؛ فوافق معه وظلّ يتابع ما ينشره ليطمئنّ عليه، غير أنّ الأخبار المنشورة كانت ناقصة، فاستبدّ به القلق غير أنّه تعلّق بحبل الرجاء، آملًا بأن يكون قد انتقل وهو ما أخّره عن إنجاز باقي الأخبار.
صباح اليوم الرابع، ظلّ باقر ينتظر اتصال صديقه دون جدوى، وإذا بخبر يصله لينشره بنفسه: اعتقال أبو محمد…
بقلم أم حوراء