اعتاد أطفال البلاد القديم أن يدقّوا باب الحاجة «فوزيّة ما شالله» ليلة الناصفة؛ ليباركوا لها ولادة الإمام المهدي المنتظر (عج)، ويفرحوا بهداياها.
لكنّ مساء الثلاثاء 1 مايو 2018 اختفلت عن الليالي السابقة، فالحاجة فوزيّة البالغة من العمر 59 سنة قابعة في السجن الخليفيّ الجائر.
ملفّ «يسقط النظام الخليفيّ وتبقى هيبة المرأة البحرانيّة» في قصصه الثانية يعرّف بهذه المرأة التي لم يشفع لها عمرها ولا مرضها بالخلاص من تعذيب السجون.
الحاجة فوزيّة من البلاد القديم، أمّ لابنة واحدة، اعتقلت في 15 ديسمبر 2017، بعد استدعائها للتحقيق ومداهمة منزلها فجرًا، بسبب تولّيها علاج أحد المصابين وإيوائها ابن اخيها المطارد، وانقطعت أخبارها لأيّام، قبل أن توقفها النيابة، وهي للآن ما زالت موقوفة.
تعرّضت لتعذيب قاسٍ وسوء معاملة وانتهاك لحقوقها الإنسانيّة، فهي محرومة العلاج على الرغم من مرضها في القلب وأمراض أخرى تستلزم الدخول إلى المستشفى، وإذا ما قدّم لها علاج في عيادة المستشفى فإنّ إدارته تجبرها على التوقيع على ورقة لرفع مسؤوليّتها عن مضاعفات الأدوية التي يعطونها إيّاها من دون وصفة طبيب.
يوم الأحد 11 مارس/ آذار 2018 أصيبت الحاجة فوزيّة بنوبة قلبيّة حادّة أدخلتها في حالة إغماءٍ وأوشكت أن تودي بحياتها، ما استلزم نقلها إلى المستشفى بشكل عاجل، وهناك عانت من سوء المعاملة على يد الكادر الطبيّ الذي يسيء للمتهمين على خلفيّة سياسيّة، إضافة إلى مضايقات داخل السجن تقترفها الموظّفات بحقّ معتقلات الرأي.
الحاجة «فوزيّة ما شالله» أكبر معتقلة رأي في بلد يتغنّى بحقوق المرأة، تسجن بتهمة كيديّة بنيت على واجب إنسانيّ تجاه مطارد ومصاب، هو ثمن تدفعه من سنوات عمرها الستين لتوقظ ما تبقّى من ضمائر حيّة.