“مليت يا يمه قعدة البحرين، جيبي جوازي بسافر كربلا لحسين”، أهزوجة شعبيّة بحرانيّة قديمة، يردّدها الصغير قبل الكبير تعبيرًا عن اشتياقهم إلى زيارة كربلاء.
منذ يومين احتفل العالم الإسلاميّ ومنه البحرين بمولد الإمام الحسين (ع)، وبطبيعة الحال ضجّت الشوارع والساحات والمآتم بهذه الأهزوجة المعروفة منذ عقود.
غير أنّ وقعها اليوم كان مختلفًا، لعلّ ذلك يعود إلى جرعة المناداة بحريّة الأديان المفرطة، من باب "إذا زاد الشيء عن حدّه انقلب إلى ضدّه"، ففاضت الأقلام المستأجرة للكيان الخليفيّ وأسهبت بتحليل أبعاد هذه الأهزوجة وخلصت إلى نتيجة مفادها أنّها: دليل على عدم الانتماء الوطنيّ!!
تهمة يعاقب عليها قانون التحجّر الفكريّ الذي يتبنّاه الخليفيّ، فاستدعي المواطن "حسن خميس النعيمي" من بلدة المصلى إلى النيابة بعد أن انتشر له تصوير وهو ينشدها، وأمر بإيقافه 15 يومًا على ذمّة التحقيق.
سؤال يطرح هنا: هل أفلست العقول والأقلام المنصاعة للكيان الخليفيّ حتى تستنفر بسب أهزوجة؟ وأهزوجة ليست جديدة، بل قديمة قدم الوطن، لتحمل على معانٍ ذات أبعاد طائفيّة وتخرج قائلها عن وطنيّته؟
الحاج حسن قيد التوقيف لمدّة 15 يومًا على النصف الأوّل من الأهزوجة قابلة للتجديد إذا ما قلّت بعض الخزائن التي تمتلئ من تنفيث الأحقاد الدفينة على أبناء شعب استرخصوا الحياة وباعوها لأجل دينهم وشعائرهم التي توارثوها، ووجدت أقلام النهج الطائفيّ في نصفها الثاني إعلانًا لإسقاط النظام، وإلى حينه ستظلّ تتردد في البحرين وفي سجونها:
“مليت يا يمه قعدة البحرين، جيبي جوازي بسافر كربلا لحسين”.