ولد الشهيد صلاح عبّاس في 15 فبراير 1976، في منطقة البلاد القديم، ونشأ وطنيًّا اجتماعيًّا محبًّا للجميع
وباذلًا كلّ ما باستطاعته لخدمة مجتمعه والسعي في قضاء حوائج الناس.
في انتفاضة الكرامة برزت بطولاته في الساحات والميادين، كان صلبًا شامخًا شجاعًا لا يخاف البطش والملاحقات
الأمنيّة المستمرّة للشباب الفاعلين. ونتيجة نشاطه الميدانيّ المستمر، وخاصة في البلاد القديم، تعرّض للسجن عدّة
مرّات، استغرق في الأولى سبعة أيام، وفي الثانية شهرين ونصف، والثالثة سنتين وثلاثة شهور.
وفي السجن، تعرّض للكثير من التعذيب والتنكيل، حيث كسرت مرة إحدى رجليه، وكان العقيد المجرم عادل
فليفل هو الذي يتولى تعذيبه انتقامًا منه على صموده وإصراره على عدم الاعتراف بما ينسب إليه وإلى رفاقه
النشطاء الميدانيّين.
يروي زملاؤه في السجن أنّه كان مثابرًا على خدمة السجناء، ومشدّدًا على الالتزام الدينيّ وإحياء الشعائر
الإسلاميّة، وبالأخص أداء الصلاة في وقتها حيث كان يصرّ على إيقاظه المعتقلين وتهيئة مكان لهم.
كان السجن محطّة في حياة هذا القائد الذي استأنفها بعد خروجه منه، مثابرًا في الطريق الذي اختاره.
وكأنّ ثورة 14 فبراير كانت أمنيته الأخيرة التي تحققت، فعمل جاهدًا ليلاً نهارًا من أجلها، وكان يشارك دائمًا
بهمّة ونشاط ويحرّك الشارع حتى تبوأ منصب القائد الميدانيّ عن جدارة.
لم تكد تمرّ أي فعاليّة أو أيّ اعتصامات في دوّار اللؤلؤة ولا يلمح فيها، مادًا إيّاها بالزخم الثوريّ، وقد أصيب في الكثير
من المرّات؛ ولكنّ ذلك لم يمنعه من الاستمرار بالنضال.
كان قائدًا ميدانيًّا مناضلًا في صفوف الحركة البحرانيّة المعارضة، وكان من البارزين في تنظيم فعاليّات ائتلاف
14 فبراير وتنسيقها وقيادتها في منطقتي الشاخورة وأبو صيبع. ولم يمنعه نشاطه الميدانيّ اليوميّ من المشاركة الدؤوبة
في غالبيّة الفعاليّات، فكان أحد الشباب الفاعلين أيضًا في تنظيم فعاليّاتها في قرية الشاخورة.
من مواقفه المشرفة الكثيرة التي يذكرها تاريخ الثورة أنّه عندما سقط الشهيد أحمد القطان مصابًا برصاص الشوزن،
وأخذ إلى أحد منازل قرية أبو صيبع، كان الشهيد في منزل آخر، ولكنّه ما إن علم بوجود مصاب حتى توجّه إلى
لمنزل الذي يأوي الشهيد على الرغم من انتشار قوّات الشغب، وحمله إلى الشاخورة للعلاج، ثم أخذه
للمستشفى الدوليّ من دون أن يأبه للملاحقة الأمنيّة وعيون المخابرات المتربصة في المستشفيات.
عشق الشهادة وكان يلهج بها دائمًا، ولا يدرى أكان يسعى إليها أم تسعى إليه إلى أن التقيا يوم الجمعة 20
أبريل 2018…. وللقصة تتمة.