يفتتح المركز الإعلاميّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ملفّ يسقط النظام الخليفيّ وتبقى هيبة المرأة البحرانيّة (1)، بقصّة »الشهيدة عزيزة حسن خميس« تكريمًا لها في ذكراها السنويّة.
الشهيدة عزيزة (25 عامًا)، من منطقة البلاد القديم، وقد استشهدت في 16 أبريل 2011، إثر نوبة هلع وذعر شديدة أصيبت بها عندما اقتحمت مجموعات من المرتزقة غرفتها وهي نائمة، مروّعين إيّاها بأسلحتهم، وغير مراعين لسترها.
تروي والدتها المفجوعة تفاصيل ما جرى قائلة: »فجر يوم الجمعة، وقبل شروق الشمس، اقتحمت عصابات المرتزقة منطقة البلاد القديم لملاحقة الشباب واعتقالهم، وكانوا يستهدفون أبناء جيراننا وهم 5، سمعنا الصراخ وصوت الطلقات، وإذا بأحد هؤلاء الشبّان، وهو بالكاد يبلغ الـ17 من عمره، يقفز إلى بيتنا ليختبئ منهم وينجو من وحشيّتهم، حرت أين أخفيه كي لا يجدوه، وأخذت أنقله من غرفة إلى غرفة حتى انتهى المطاف إلى غرفة ابنتي الصغيرة، وخبّأته تحت سريرها.
غير أنّ المرتزقة داهموا بيتنا من كلّ حدب وصوب، يبحثون عنه، ويكسّرون أثاثنا، حتى ضاق بيتنا بأعدادهم الغفيرة وصار كالثكنة العسكريّة، وهم يصرخون يريدونه، وما إن أنهوا تفتيش الطابق الأرضي حتى صعدوا إلى الطابق حيث تنام ابنتي عزيزة، وهنا حاولت منعهم من دخول غرفتها لأنّي أدرك أنّها لن تتحمّل هذا الأمر وقد تموت رعبًا، لم يستمعوا إليّ ودخلوا غرفتها بكلّ وحشيّة، بأقنعتهم، وأسلحتهم، وصراخهم، وأنا خلفهم، فوجدتها قد استيقظت ولكنّها كانت بحالة صدمة حيث باتت عاجزة حتى تحريك أطرافها، فقط عيناها كانت تسنجدان بي، وهنا شعرت أنّها تودّعني«.
نقلت الشهيدة إلى مستشفى السلمانيّة غير أنّ صدمة الذعر التي أصابتها أدّت إلى ارتفاع نسبة السكريّ بدمها وعجز الأطبّاء عن معالجتها فارتقت شهيدة، ميتّمة ابنة صغيرة.