مقدّمة الملفّ
لقد تجرّد الكيان الخليفيّ من كلّ مروءة تجاه شعب البحرين، بعد أن أقدم على اعتقال النساء كخيار لجأ إليه في هذه المرحلة لإطفاء لهيب الثورة البحرانيّة التي ما زالت مستمرّة منذ أكثر من سبع سنوات.
فمنذ انطلاقة الثورة والمرأة لها دور لا يستهان به؛ لذلك نالها من إجرام الخليفيين الكثير، إذ أهينت، واعتقلت، وعذّبت، وسحلت، وسجنت لمجرّد هويّتها السياسيّة وتعبيرها عن رأيها، في مجتمع يعدّ الاعتداء على المرأة من الخطوط الحمر التي لا يمكن الاستخفاف بها ولا تجاوزها.
هذا، وقد ذاقت النساء اللواتي سجنّ صنوفًا من التعذيب النفسيّ والجسديّ، وضيّق الخناق عليهنّ، ومنعن من العلاج، كما تعرّضت بعضهنّ إلى القتل المباشر، كالشهيدة (بهية العرادي)، التي اغتالها قنّاصو الكيان الخليفيّ بكلّ عنجهيّة، مسترخصين دمها، وغير مبالين بحياتها، إلا أن المجتمع الدوليّ صمّ آذانه عنه.
كما استخدم الكيان الخليفيّ الاعتداء على المرأة من قتل وسجن ورقة للضغط على المرابطين في الميادين، ومع استمرار الزخم الثوريّ ازدادت معه أساليب الخليفيّ وتنوّعت لكسر صمود الشعب في المطالبة بحقوقه المشروعة بالضغط على العنصر النسائيّ، لإرغامه على التنازل، فاتخذ التهديد باعتقال الزوجات والأخوات وحتى الأمهات والمسّ بحرمتهن وسيلة من وسائل التعذيب النفسيّ للمعتقلين داخل السجون.
خلف قضبان السجون الخليفيّة تقبع عشر نساء بحرانيّات ونحن في بداية العام الثامن للثورة، حملن وزر آرائهنّ السياسيّة، ودفعن ثمن دورهنّ الفاعل ومكانتهنّ الخاصّة في المجتمع، بعضهنّ حكم عليهنّ بالسجن لسنوات، وبعضهنّ خضعن لمحاكمات وفقًا لقانون الإرهاب، وشهّر بهن علنًا في القنوات الخليفيّة، كلّ ذلك لبثّ الخوف والرعب في الوسط النسائيّ، غير أنّ ردّة الفعل جاءت عكس ما خطط له الخليفيّ من وأد الحراك الثوريّ، فقد غصّت البلدات بالمسيرات والمظاهرات غضبًا لمعتقلات الرأي، ومطالبة بإطلاق سراحهنّ وإلغاء الأحكام الجائرة بحقهنّ، وذلك لبطلان المحكمات الصوريّة التي يديرها الخليفيّون، ولما للمرأة من تكريم ومكانة خاصّة في المجتمع البحرانيّ.
صدى اعتقال البحرانيّات في أوساط المجتمعات العربيّة والعالميّة أصبح مألوفًا، حتى باتت المرأة البحرانيّة مثالًا يستشهد به في الكبرياء والصمود والإباء والشجاعة في الميادين الثوريّة، حيث أثبتت مكانتها كلهيب في موقد الثورة، بإيمانها بأنّه ما دامت قدوتها السيّدة زينب (ع) فهيبتها لن تكسرها سياسات آل خليفة.
لهذا، ومن باب المسؤوليّة الملقاة على الجميع في إظهار حقّ هؤلاء المعتقلات والشهيدات، سيخصّص المركز الإعلاميّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ملفًا يتناول نبذات عنهنّ، لتعريف العالم بهنّ وإلقاء الضوء على مظلوميتهنّ، تحت عنوان: "يسقط النظام الخليفيّ وتبقى هيبة المرأة البحرانيّة".