عندما يذكر الشهيد عبد الكريم الفخراوي، تستحضر مع ذكراه صور كتب وأوراق وصحف، فهو كان منبع ثقافة، ومنارة علم سيخلّدها تاريخ البحرين، بعنوان عريض لأحد فصول ثورة 14 فبراير: منارة علم أطفأتها يد الجهل.
الشهيد الفخراوي (49 عامًا)، هو ثاني صحافيّ يستشهد في ثورة البحرين بعد المدوّن زكريا العشيري، كان علمًا من أعلام الثقافة، متسلّحًا بعلمه الذي شكّل مرارة لنظام جاهل متخلّف ديدنه التحجّر والرجعيّة.
في 3 أبريل 2011، وبعد أن داهمت عصابات المرتزقة منزله في كرباباد، وكسّرت محتوياته، توجّه بنفسه إلى مركز التحقيقات، وهناك بدأت حكاية حيكت في ظلام السجون، وبأيدي جلّادين لا يرحمون، أيّام وأيّام وصدى نداء الله أكبر يتردّد بين جدران الزنازين، حتى انتهت بخفوت صوته وراحة أبديّة لجسده الذي ذاق الويلات قبل أن يرتقي شهيدًا.
ففي 12 أبريل/ نيسان 2011، وبعد نحو 9 أياّم من الإخفاء القسريّ، أعلن الكيان الخليفيّ وفاته بسبب فشل كلويّ، لكنّ جسده على المغتسل كذّب هذا الإعلان وأظهر مدى زيفه، حيث كشف مقدار ما تعرّض له من تعذيب وحشي أفضى إلى شهادته.
غاب صاحب البسمة الدائمة والنظرة الحنونة واليد الخضراء، وظلّ حيًّا بين طيّات الكتب التي نشرها وأمدّ بها بلدًا تعلّم منها أنّ الانتصار لا يتحقّق إلا بالدم، وأنّ الحريّة ثمنها الأرواح.
في ذكرى استشهاد هذا العلم الذي ستظلّ البحرين تفتخر به دومًا، يوجّه المركز الإعلاميّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير التحيّة إلى روحه الطاهرة التي تحرّرت من قيود الجهل.