يومان يفصلان الشعب البحرانيّ عن الذكرى السابعة لاحتلال بلاده من قبل النظام السعوديّ الإرهابيّ الذي ما توانى يومًا عن التدخّل في السياسات والقرارات الداخلية في البحرين.
غير أنّ الأمور أخذت منحى علانيًّا وعسكريًّا عندما انتفض شعب البحرين على نظام آل خليفة المجرم، مشعلًا ثورة جماهيريّة كانت هي الأكبر في تأريخه حملت شعار إسقاط النظام وتقرير المصير، وحين حوصر الكيان الخليفيّ بالمدّ الثوريّ الجماهيريّ، أحسّ السعوديّ بالخطر فهرع إلى إرسال قوّاته للبحرين برعاية بريطانيّة وأميركيّة لإنقاذ الحكم الخليفيّ من السقوط.
يوم الإثنين 14 مارس/ آذار 2011 دخل البحرين أكثر من ألف عسكريّ سعوديّ من قوّات ما يسمّى "درع الجزيرة"، ونحو 500 جنديّ إماراتيّ لقمع التظاهرات والاحتجاجات الشعبيّة تحت ذريعة حفظ الأمن في البحرين وحمايتها من تدخّلات خارجيّة، ليعلن الديكتاتور حمد في 15 مارس 2011 حالة الطوارئ لمدّة ثلاثة أشهر، متيحًا بذلك لهذه القوّات المحتلة قمع ثورة شعب البحرين، وكانت البداية بارتكابها المجازر بحقّ أبناء البحرين من جزيرة سترة حيث قتلت ثلاثة شهداء وأسقطت عشرات الجرحى، ثمّ أقدمت على فضّ اعتصام ميدان الشهداء (اللؤلؤة) بالقوّة العسكريّة وبغطاء جوّي، حيثُ قطعت شبكة الاتصالات في محيط الميدان، واقتحمته مستخدمة مختلف الأسلحة، ما أدّى إلى سقوط عدد من الشهداء ومئات الجرحى، كما أحكمت حصارها على مجمع السلمانيّة الطبيّ، ومنعت الدخول إليه أو الخروج منه، لمنع علاج الجرحى، ونفّذت انتشارًا عسكريًا في كافة الشوارع ومنعت المواطنين من التنقّل، لتنفّذ بعد ذلك حملة اعتقالات واسعة شملت الأطبّاء والمهندسين والأساتذة وعلماء الدين، وشريحة واسعة من المواطنين، كان في طليعتهم الرموز القادة.
ولم تكتف القوّات السعوديّة المحتلة بذلك، بل عمدت إلى هدم المساجد وانتهاك المقدّسات، فهدمت ما يقارب 38 مسجدًا إلى الآن لم يعد إعمار بعضها.
كلّ هذه الجرائم قابلها الشعب بصمود ومقاومة باسلة، فهو عامًا بعد عام يثبت على إصراره على دحر الاحتلال السعوديّ وإسقاط نظام آل خليفة، وتأخذ القوى الثوريّة المعارضة على عاتقها إعداد برامج وفعاليّات تحت شعارات تقتضيها الأوضاع المستجدّة والتطورات، معلنة شعار هذا العام: خيارنا المقاومة، حيث يستعدّ البحرانيّون لإحياء فعاليّات هذه الذكرى لإيصال رسالتهم للمحتلّ السعوديّ ومن ورائه دول الاستكبار أن لا مكان للدخلاء في البحرين.