بسم الله الرحمن الرحيم
منذ أن وطأت أقدام الخليفيّين الإرهابيّين أرض البحرين الطاهرة، وهجومهم الدمويّ الذي شنّه الإرهابيّ المقبور أحمد بن محمد بن خليفة عام 1782م على جزيرة سترة ليلًا، ونهب ثروات أهلها وارتكاب مجزرة مهولة استشهد على إثرها الكثير من سكّانها الأصلاء آنذاك، وصولًا إلى حكم الإرهابيّ حمد آل خليفة، لا تزال الأيام السود تخيّم في سماء بحريننا الحبيبة، وجرائم الخليفيّين ومخطّطاتهم الدنيئة المُحاكة في دهاليز الليل المظلم لا تنتهي، غير أنّ انكشافها أمام الملأ في وضح النهار أظهرت الصورة الحقيقيّة القبيحة لحكم الخليفيّين منذُ احتلالهم البحرين.
إنّ الديكتاتور حمد قد استكمل ما بدأه أسلافه من جرائم وحشيّة، وارتكب في عهده المظلم جريمة كبرى وخيانة عظمى بحقّ الوطن، عبر إقدامه على جلب المرتزقة الأجانب وتوظيفهم في الأجهزة العسكريّة ومنحهم الجنسيّة دون استحقاق، ضمن مشروع التجنيس السياسيّ الرامي إلى تغيير ديمغرافية البحرين.
إنّ جريمة التجنيس السياسيّ ألقت بظلالها على أبناء شعبنا البحرانيّ الأصيل، وأطبقت بخناقها على حقوقه المشروعة، وحرمته نيل مكتسباته الأصيلة في بلاده وبلاد آبائه وأجداده، واستنزفت الموازنة العامة وأدّت مع عوامل أخرى إلى ارتفاع الدين العام، والشاهد على ذلك تدنّي الخدمات الإسكانيّة والتعليميّة والصحيّة، وتفشّي البطالة، وقد فجّرت هذه الخيانة العظمى أزماتٍ سياسيّةٍ واقتصاديّة واجتماعيّة وأمنيّة في البلاد، أسفرت عن رفض عموم أبناء شعبنا بكلّ طوائفه وأطيافه انتشار هذا السرطان الخطِر، ونتائجه المدمّرة على المستويات كافة، والتي كرّسها الكيان المجرم طوال السنوات الماضية، حتى أضحى المواطنون ضحايا من جديد بإجبارهم على دفع ثمن هذه الجريمة من خلال الضرائب لسدّ عجز الكيان الخليفيّ اقتصاديًّا نتيجة ما اقترفته يداه بحقّ البلاد والعباد.
وفي مقابل جريمة مشروع التجنيس السياسيّ لأعداد ضخمة من المرتزقة تقدّر بعشرات الآلاف من القتلة والمجرمين، ومن بينهم أزلام الطاغية المقبور صدام، أضاف الديكتاتور حمد إلى رصيد جرائمه جريمة أخرى معاكسة: باستهدافه المواطنين الأصلاء وإسقاط جنسيّاتهم لمعارضتهم سياساته المدمّرة، لكنّ السحر انقلب على الساحر بعد تعالي استغاثات مواطني دول مجلس التعاون من خطر المُجنّسين عليهم، ليهرع ممثّل العصابة الخليفيّة صاغرًا خانعًا للأوامر الواردة إليه من الرياض، وهو ما يُؤكد فقدان الكيان الخليفيّ لقراره وتبعيّته الفاضحة لنظام آل سعود الإرهابيّ.
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير، وإذ نتصدّى ونضع أيدينا بأيدي سائر المواطنين من أبناء الطائفتين الكريمتين "الشيعة والسنّة"، وبأيدي الشعوب الجارة لنا في مواجهة خطر التجنيس السياسيّ وتداعياته الكارثيّة سياسيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، نؤكّد أنّ خضوع الكيان الخليفيّ لأوامر نظام آل سعود، وعدم اكثراثه لما لحِق بالسكّان الأصليّين في البحرين من وراء جريمة التجنيس السياسيّ، يُثبت السلوك العدائيّ الذي يتبعه الخليفيّون المحتلّون بحقّ المواطنين الأصلاء في البحرين من أبناء الطائفتين، ويُعزّز الخيار الصائب في مواصلة العمل الثوريّ حتى إسقاط الطغمة الخليفيّة المحتلّة للبحرين، وتمكين الشعب الأبيّ من تقرير مصيره واختيار نظامه السياسيّ الجديد بما يحقّق طموحاته وتطلّعاته المشروعة.
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
السبت 13 يناير/كانون الثاني 2018 م
البحرين المحتلة