بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
الأحبّة الحضور الذين تشرّفنا بهم اليوم في معرض شهداء البحرين ومحور المقاومة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بادئ ذي بدء، ندعوكم جميعًا إلى الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء البحرين والعراق والحجاز واليمن وسوريا ولبنان وسائر شهداء الحقّ والفضيلة، وقراءة سورة الفاتحة مهداة إلى أرواحهم الطاهرة.
أيّها الأحبّة…
نجتمع اليوم في هذا المعرض المبارك بجوار مرقد أبي الأحرار وسيّد الشهداء الإمام الحُسين (عليه السلام)، لِنُؤكد المضي على نهج المقاومة الحسينيّة في مقارعة الطغاة والمستكبرين، ونُجدّد عهدنا مع الشهداء الذين قدّموا دماءهم الزكيّة على طريق الحقّ من أجل الدين والاستقامة، فمن حقّ الشهداء علينا أن تبقى ذكراهم خالدة على مرّ العصور، وأن تكون دماؤهم الطاهرة حاضرًة في كلِّ منعطفٍ من المنعطفات، لِتحفظ المسارات الثوريّة وتغذّيها بالعزمِ والصبرِ والإصرارِ والإقدامِ والتفاني.
أيّها الأحبّة…
إنّ الثورة المباركة في البحرين التي انطلقت عام 2011 ، ستبقى مستمرّة بجذوتها وقوّتها، ولن تتراجع إلى الوراء مهما كلّف ذلك من تضحيات، فلا مساومة على العزّة والكرامة، ولا يُمكن أن نعيش عبيدًا عند بني سعود وبني خليفة، فقد تعلّمنا من أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) ألّا نرى الحياة مع الظالمين المستكبرين إلّا برما، وأن نرى الموت على طريق الحقّ شهادة وسعادة.
إنّنا اليوم، ومن مدينة كربلاء المقدّسة، نودُّ تأكيد ما يأتي:
أوّلًا: إنّ تصريحات سفارة الكيان الخليفيّ في بغداد حول هذا المعرض، تكشف هشاشة العرش الخليفيّ الذي يهتزّ من معرض لصور الشهداء يكشف إرهابهم ووحشيّتهم ودمويّتهم، ونقول اليوم لهؤلاء إنّ العراق على الرغم من كلّ ما يعانيه من أوضاعٍ معقّدة، فإنّه دولة بها من الحريّات ما يفوق دول الخليج مجتمعة، ونحن اليوم لا نخفي علاقاتنا الطيّبة القائمة على الاحترام مع العديد من القوى السياسيّة العراقيّة وفصائل الحشد العراقيّ، وأيضًا مع المسؤولين في الحكومة العراقيّة، وشعب البحرين لن يكون وحيدًا في معركته ضدّ إرهاب الدولة ممثلاً في النظامين الخليفيّ والسعوديّ، ونؤكّد أنّ هذه التصريحات المقززة لن تزيدنا إلا إصرارًا على مواصلة الفعاليّات الثوريّة والنشاطات المختلفة داخل البحرين وخارجها.
ثانيًا: الإعلان من أرض كربلاء المقدّسة، ومن جوار مرقد أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) عن موقفنا الداعي إلى المقاطعة الشاملة والفاعلة للانتخابات الصوريّة المقرّرة في العام 2018 ، إذ لا يُمكن أن نُعطي الشرعيّة لنظامٍ استبداديٍّ غلّ في دمائنا وانتهك حرمات نسائنا ومقدّساتنا، وقتل أطفالنا وشيوخنا، وأعدم شبابنا في زهرة عمرهم، وارتكب من الجرائم والموبقات ما تقشعرّ لها الأبدان، وإنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير نعتقد أنّنا، وبعد انطلاق الثورة المباركة، قد تجاوزنا جدليّة المشاركة والمقاطعة، وبات مشروعنا وأهدافنا أكبر من ذلك، غير أنّنا في الوقت ذاته نحذّر من الانخداع بأيّ حلولٍ ترقيعيّة تُطرح في سياق الترغيب في المشاركة في هذه الانتخابات الصوريّة التي من أهدافها تكريس الحكم الاستبداديّ القبليّ في البحرين، فعلينا أن نتحلّى بالوعي الكافي لمواجهة هذه الانتخابات الخليفيّة، وندعو جماهير شعبنا إلى الاستعداد للمشاركة في الخطوات المهمّة التي سيتمّ الاعلان عنها لمواجهة هذه الانتخابات وتداعياتها، كما ندعو المجتمع الدولي إلى الاستماع لصوت الشعب الذي أكد عبر مشاركته في الاستفتاء الشعبي عن رغبته في بناء نظام سياسي جديد وتقرير مصيره بمحض إرادته.
ختامًا: نتوجّه بالشكر الجزيل لجميع من أسهم في إنجاح معرض شهداء البحرين ومحور المقاومة، ونُحيّي الجنود المجهولين الذين ربطوا ليلهم بنهارهم من أجلِ إنجاز كافة التحضيرات الفنيّة واللوجستيّة في هذا الموقع، فلهم جزيل الشكر والامتنان، كما نشكر جميع الحركات والفصائل التي أرسلت وفودها إلى هذا المعرض، ونخصّ بالذكر رئيس بعثة الإمام القائد السيّد الخامنئيّ (دام ظلّه) إلى العراق سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ نجفي روحاني الذي تجشم عناء حضور افتتاح هذا المعرض، والشكر موصول أيضا لجميع القنوات الفضائيّة ووسائل الإعلام المختلفة التي حضرت وواكبت فعاليّات المعرض، على أمل اللقاء بكم مجددًا في فعاليات أخرى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صادر عن : ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 م