بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.
نبارك لإمامنا صاحب العصر والزمان ومراجعنا العظام، وبالخصوص وليّ أمر المسلمين والقائد العظيم، ولشعبنا المضحي ولا سيّما الشباب المقاوم، وللأمّة الإسلاميّة جمعاء، حلول عيد الفطر المبارك.
في هذا اليوم العظيم الذي جعله الله للمسلمين عيدًا، ولمحمدٍ صلّى الله عليه وآله ذخرًا وشرفًا وكرامًة ومزيدًا، نبعثُ سلامنا وحبّنا وشوقنا إليك يا سماحة القائد، والفقيه المجاهد آية الله قاسم، فقد ظنّ الديكتاتور حمد وأذنابه ومرتزقته الأجانب أنّ بفعلتهم هذه في حقّك ومحاصرتهم بيتك سيبعدونك عن قاعدتك وجماهيرك المحيطين بك والملتفين حول قيادتك الحكيمة ليقضوا على الثورة المباركة وأهدافها المشروعة، وغفلوا عن أنّ الحبّ لك والشوق إليك أمر معنوي لا يحدّه زمان ولا مكان، فلا مجال لما يتصوره الديكتاتور المجنون وداعميه، وسيأتي اليوم الذي يحاكم فيه الطاغية حمد أمام الشعب خاسئًا ذليلًا، وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلّهم يتفكرون.
ثم أوجّه خطابي إلى شباب الثورة والمقاومة وأقول لهم: أعزائي وأحبّتي أيّها الشباب الثّائر والمقاوم، عيدكم تقوى الله، وإيثار طاعته، واتباع ما أمر به في كتابه، من فرائضه وسننه، وأن تنصروا الله سبحانه بقلوبكم وألسنتكم وأياديكم المقاومة، فإنّه جلّ اسمه قد تكفّل بنصر من نصره، وإعزاز من أعزّه.
يعجز اللسان، وتعجز الكلمات، وتنكسر الأقلام عن الشكر والعرفان لعظيم صنع شباب المقاومة، والثوار الحسينيّين والكربلائيّين المضحين، الذين يحملون وعيًا كربلائيًّا، وعقيدة راسخة، وإيمانًا صلباً كاملًا، بما يحويه القرآن العظيم في طيّاته وصفحاته وكلمات مكتوبة في سطوره، من مقارعة الظلم، والدفاع عن المظلومين والمستضعفين، شباب تعلّموا من مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) العقيدة الحقّة والثبات المتواصل ضدّ الظلم، والعدوان، وعرفوا أنّ من يعتدي على ساحة الأعراض، وينتهك الحرمات، يجب بحكم العقل والشرع ردعه وسحقه، شباب لن تثنيهم آلة البطش والقمع عن مواصلة الطريق حتى تقرير المصير.
فيا أيّها الثوّار الحسينيّون، ويا شباب الفداء والعطاء، والتضحية والإيثار، وعنفوان الجهاد والمقاومة، سهام مقاومتكم أرهقت عدوّكم فبات جريحًا يعاني الألم ونزف الجراح، فاستمروا ولا يصيبكم التعب والوهن، إذ يجب المحافظة على الراية مرفوعة حتى تقرير المصير وإنهاء الحكم الديكتاتوريّ الأسود، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، شكر الله مسعاكم وجهادكم وأيّدكم بنصره وأعزّكم بعزّه إنّه على كلّ شي قدير.
أمّا لعوائل الشهداء والجرحى، فماذا عساني أقول لهم في هذا العيد؟
أيّها الأحبة، يا تيجان الرؤوس ومدارس الصبر، ائتلافكم يخاطبكم بكلّ شوق ومحبة ومودة، معتذرًا لكم عن أيّ تقصير، ومؤكّدًا لكم أنّه لن يترككم وحدكم، وسيبقى دومًا معكم وإلى جانبكم، لنثأر لدماء شهدائنا، أبنائنا وأبنائكم، ونقتصّ ممن قتلهم ظلمًا وعدوانًا، ونثأر لجرحانا المتفقئة عيونهم، جرحى الثورة، الشهداء الأحياء، القادة في سوح النزال، ممن اعتدى عليهم وآلمهم، سائلين المولى (عزّ وجلّ) أن يشفيهم، وأن يمنّ بالمغفرة والرضوان على الشهداء الأبرار.
ولعوائل المعتقلين والمغتربين والمطاردين، أقول: ثقوا واطمئنوا بأنّ أبناءكم سيخرجون من السجون معزّزين ومكرّمين يحملون راية النصر بأيديهم، وسيأمن المطاردون، ويعود المغتربون والمهجّرون إلى وطنهم سالمين غانمين.
وختامًا، أُجدّد تأكيد موقف شورى ائتلاف 14 فبراير الاستراتيجي الذي اتخذه بعد مجزرة الدراز، والمتمثّل في رفض الوجود العسكريّ الأمريكي على الأراضي البحرانيّة، لما يُمثّله هذا الوجود من انتهاكٍ لسيادة البحرين واستقلالها، ولما تُقدّمه الإدارة الأمريكيّة من دعمٍ صريح ومباشر للكيان الخليفيّ وللحكم الديكتاتوريّ، ومساندته في جرائمه البشعة ضدّ أبناء شعبنا البحرانيّ الأبيّ، فما عاد مقبولاً بقاء القاعدة الأمريكيّة في البحرين بعد تورّطهم في سفك الدماء.
اللهم إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا، وكثرة عدوّنا، وشدّة الفتن بنا، وتطاول الزمان علينا، فافتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
ختم الله شهركم بالرحمة والغفران والعتق من النار وتقبّل صيامكم وقيامكم، وجعل ختام صيامكم تقوى الله، وأعادكم عليه بالنصر والغلبة على المفسدين الظالمين.
رئيس شورى ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 26 يونيو/حزيران 2017 م
البحرين المحتلة