لم يكد يمرّ أسبوع على مجزرة الدراز الدمويّة التي اقترفها الكيان الخليفيّ بدم بارد وبدعم من قوات الاحتلال السعودي وبضوء أخضر أمريكي، ارتقى إثرها 5 شهداء، دفنوا قسرًا ومن دون علم ذويهم، إلى جانب مئات الجرحى ومئات المعتقلين، وتشديد الحصار الأمنيّ على منزل سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، حتى طالعتنا قناة العائلة الخليفية (العوراء) بتقرير لأهالي الدراز حاول زورًا أن يظهر ارتياح الأهالي من نتائج العملية العسكريّة التي نفّذها الكيان الخليفيّ في منطقتهم.
فهذه القناة العوراء جالت في الدراز بمعيّة مرتزقة الديكتاتور حمد، الذين عمدوا إلى تهديد الأهالي، وإملاء ما يجب قوله ضمن سيناريو المسرحيات المفبركة التي تهدف دائمًا إلى إظهار الخليفيّين أبطالًا!
حقيقة ما جرى مع أهالي الدراز تكشّف عبر بيانهم الصادر يوم الثلاثاء 30 مايو/ أيار 2017، الذي استنكروا فيه تصوير لقطات لهم تحت التهديد الأمنيّ بهدف تزييف الواقع المرير وتضليل الرأي العام، حول جريمة الدراز بإظهارها تبريرًا للهجوم الدموي وتخليص البلدة مما سماه الكيان الخيلفيّ التجمّعات غير القانونيّة.
المركز الإعلامي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تقصّى بدوره حقيقة التقرير، وتوصّل بالأدلة وبشهادات مباشرة من الأهالي إلى أنّ الإكراه والتهديد كانا سيدَي الموقف في التصريحات التي أدلوا بها، وأشاروا فيها إلى أنّ الأمور في بلدتهم عادت طبيعيّة بعد المجزرة! لكنّه يتحفّظ على نشر أي من هذه الشهادات حفاظًا على حياة أبناء البلدة وسلامتهم، مؤكّدًا أنّ هذه المحاولات الإعلاميّة البائسة والمفضوحة لم تعد خافية على أحد، وهي تأتي بالتوازي مع استمرار الحملة الإرهابيّة المسعورة في منطقة الدراز، واستمرار الانتشار العسكريّ سيّما في ميدان الفداء بجوار منزل الفقيه القائد قاسم.
وما لم تتنبه إليه القناة العوراء هو أنّ ما يسمّونه بالمعالجة الأمنيّة قد أسفرت عن مجزرة راح ضحيّتها 5 شهداء ومئات المصابين والمعتقلين، وهم أبناء من أجبروهم على الإدلاء بتصريحات في تقريرهم وإخوتهم، فكيف لمن استشهد أخيه أو جُرِح أو سُجن أن يُعبّر عن تأييده للعملية الإرهابيّة التي أدّت لكلّ ذلك؟ ما يجعل هذه التصريحات أشبه بالاعترافات التي ينتزعها الجلّادون من المعتقلين في غرف التعذيب!