بسم الله الرحمن الرحيم
يومًا بعد يوم، تسقط أقنعة نفاق الإمبريالية الأمريكية، وتنكشف مزاعمها الكاذبة عن احترام حقوق الإنسان ودعمها الحريات والديمقراطية، ويتضح تآمرها على شعوب العالم من أجل مصالحها الاقتصادية على حساب دماء الشعوب، بقرارها أن تكون في صف الأنظمة الديكتاتورية ضد مطالب الطامحين بدولة الحرية والعدالة الاجتماعية فتحولت من شريك غير مباشر إلى شريك مباشر في سفك دماء الأبرياء في شتى دول العالم.
لقد تجلّى الدور الأمريكي الدموي والخبيث في الجرائم التي ارتكبها الكيان الخليفي المجرم، بحق أبناء شعبنا الأبي والمقاوم طيلة الست سنوات الماضية من عمر ثورتنا المجيدة، بدءًا من مجزرة الخميس الدامي في 17 فبراير 2011، وما تلاها من جرائم ضد شعبنا الشجاع الأعزل، وصولاً إلى مجزرة الدراز، التي ارتقى على إثرها خمسة شهداء، وسقط مئات الجرحى والمصابين، واعتقل المئات من المواطنين الأبرياء. وإن هذه الجريمة الدمويّة التي نفذها الكيان الخليفي، جاءت بعد أيام من قمة الشؤم والخزي والعار، برعاية النظام التكفيري السعودي، وبعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسفاح حمد، وبث تطميناته له لارتكاب المزيد من الجرائم، وإعطائه الضوء الأخضر لتنفيذ هذه المجزرة البشعة دون خوف أو رادع من المحاسبة.
إن الإدارة الأمريكية بتورطها في هذه الجرائم الدموية والإرهابية، تثبت أنها تنظر إلى الشعوب كالحشرات التي يجب إبادتها قبال مصلحتها مهما كانت الكلفة، وإن كانت على حساب القيم والمبادئ الإنسانية، وهذا ما أثبتته التجارب ووثّقه المراقبون المنصفون، عن توارث الإدارة الأمريكية السياسة ذاتها، بمختلف إدارتها المتعاقبة، المنسلخة من هذه القيم التي تنادي بها، وتصنيف قيمة الإنسان وكرامته صفراً في معادلاتها السياسية.
واستكمالاً للمشروع الصهيو-أمريكي، سعت الولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، ببسط قواعدها البحرية والبرية، لتحقيق أطماعها الاستراتيجية والاقتصادية بوقوفها جنبًا إلى جنب مع الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة، والعمل على ضمان بقائها بذريعة توفير الحماية لها وللمنطقة من أخطارٍ مزعومة، إلا أن الدمار والحروب اشتعلت في دول المنطقة، منذ أول يومٍ أرست القواعد الأمريكية وجودها، واستمرت بتقديم دعمها لهذه الحكومات والأنظمة الديكتاتورية، مع استمرار استنزافها لثروات هذه البلدان، وتوسع رقعة تمدد هذه القواعد.
إن الإعلان عن اليوم الوطني لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين، جاء في لحظةٍ تاريخيّة هامّة من مسيرة النضال الوطني لشعبنا البحرانيّ الأبيّ، وذلك بعد ظروفٍ سابقة استلزمت تأجيل المعالجات لمثل هذا الملف الحسّاس والخطير، إلا أننا اليوم وبعد إعلان الموقف، نُؤكّد أنّ هذا المشروع لن تحدّدهُ أطر زمنيّة، بل هو مشروعٌ استراتيجيّ سنعملُ عليه بعزمٍ وإرادة حتى تحقيق أهدافه النبيلة والمشروعة التي نادى بها أبناء شعبنا منذ عقود، وتوارثتها الأجيال جيلًا بعد جيل، فإنّنا نتطلعُ إلى انتزاع السيادة الحقيقية على تراب وطننا الحبيب وبحره وسمائه، وإنهاء الحكم الديكتاتوري المستند في بقائه على بقاء القاعدة العسكرية الأمريكية، فمع شعبنا ماضون نحو نيل استقلالنا الحقيقي وسيادتنا الوطنيّة، لننعم بالأمن والأمان وبحريّة قرارنا السياسي بعد إعادة بناء الدولة وفق إرادة الشعب الذي يمتلك الحقّ كلّ الحقّ في تقرير مصيره..
صادر عن: ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الاثنين 29 مايو/أيار 2017 م
البحرين المحتلة