بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله الطيّبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
الحمد لله الذي بلغنا شهره الكريم، شهر الصيام والقيام، شهر انتصار الحقّ واندحار الباطل، فلنقبل عليه بقوّة الإرادة، وعزيمة الكفاح، والجدّ والاجتهاد، والحيويّة والنشاط، ولنتَبار فيه مع الشيطان وأتباعه النظام الخليفيّ الإرهابيّ والنظام السعوديّ التكفيريّ اللذين اتخذاه لأمرهم ملاكا، فباض وفرخ في صدورهم، ودبّ ودرج في جحورهم، فنظر بأعينهم، ونطق بألسنتهم، فلنتغلب عليهم بجهاد أنفسنا، ونريهم ثباتنا، وشدة بأسنا وتوكلنا على الله (عزّ وجلّ)، ومن يتوكل عليه فهو حسبه وناصره ومؤيده، وكفى بالله حسيبًا وكفى بالله ناصرًا ومعينًا.
من شهر ضيافة الله ومن شهر الخير والبركة والنعم التي لا تعدّ ولا تحصى نبعث رسائل رمضانيّة متعدّدة:
الرسالة الأولى: رسالة سلام ومحبّة إلى سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم:
سلام عليك أيّها القائد والمرشد المدافع عن مطالب الثورة وحقوق الشعب، سلام عليك وعلى أبنائك المدافعين عنك الذين ضحوا واستشهدوا من أجل الدين والعقيدة التي ترخص الأرواح من أجلها، سلام على مواقفك الحكيمة والشجاعة التي أرعبت بها الجبابرة والطواغيت، سلام عليك أيها المحاصر في بيته ومن حوله الثلة المؤمنة المخلصة والمجاهدة، التي ما برحت ساحة ميدان الفداء حتى روت تلك البقعة الطاهرة من دمائها، دفاعًا عن الوطن والإسلام، وذودًا عن رمزهما.
شيخنا القائد المفدى، أنت تاج رؤوسنا، أنت أملنا وأمل الشعب بعد الله سبحانه وتعالى، أنت الرمز والضمانة للبحرين وشعبها حاضرها ومستقبلها، يؤلمنا ما يؤلمكم، ويؤذينا ما يؤذيكم، نعاهد الله ونعاهدكم على أن نقف إلى جانبكم، ولن نترك الدفاع عن هويتنا ومذهبنا، ديننا وعقيدتنا، وأن نرخص أرواحنا لإسلامنا وعقيدتنا، فإنّ موقفنا الدفاع وأداء التكليف إلى أن يأتي النصر الموعود الذي وعد الله به المؤمنين ولينصرنّ الله من ينصره، إنّ الله لقوي عزيز.
الرسالة الثانية: إلى الرموز القادة المغيّبين في السجون:
وقفة إجلال وإعظام، وتحية إكبار واحترام للرموز القادة، الصابرين على غليظ المحن، والمتجرعين غصص الكرب، والمجاهدين القابعين في زنازين الظلم والجور، أنتم المقاومون حقًّا، ما زلتم بصبركم ومقاومتكم الحسينية تتحدّون الإرهاب الخليفيّ، وما زلتم ترسمون لشعبكم طريق التضحية والفداء والعزة والكرامة، والمجد والغلبة والنصر على النظام الخليفي الإرهابي الجائر وداعميه، لم يغيّبكم السجن ولم يفل من عزيمتكم وصمودكم ظلم الظالم وغطرسته، نصرتم دين الله فالله معكم وناصركم، فأنتم في القلوب ولستم وحدكم.
الرسالة الثالثة: إلى شعب الفداء والتضحية:
أنت يا شعب الفداء، ويا شعب الغيرة والحمية، يا شعب البصيرة والإيمان، يا عاشق التضحية والشهادة، لقد تحمّلت الكثير من المتاعب، وقارعت الظالم وكسرت شوكته، وطالبت بتقرير مصيرك بما هو حقّ وعدل، فابقَ كما أنت ولا تتخلّ ولا تتراجع عن مطالبك المشروعة، وكن مشاركاً بفاعلية في اليوم الوطني لطرد القاعدة الأمريكية في البحرين، ولا تسمح بأن يصيبك اليأس أو تدع الديكتاتور المجنون يتطاول على رمز الوطن، ورمز الأمة والإسلام سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى قاسم، مهما كلف ذلك من تضحية، فإن في ذلك الأجر والثواب والمغفرة، إنّ الله غفور رحيم .
الرسالة الرابعة: إلى أمهات الشهداء والجرحى والأسرى:
يا أمهات الشهداء والجرحى والأسرى، أنتنّ وقود الثورة، وأنتنّ المقاومات الزينبيّات، حسرتكنّ ولوعتكنّ ترسم النصر، فأنتنّ من يعرفن المراس في ميادين عشق الشهادة، نقبّل التراب تحت أقدامكنّ التي تجلْن بها في ساحات الجهاد ومقارعة الغزاة، على أيديكنّ تتدكك عروش الجبابرة والطواغيت، ويقلع الباطل ويعمّ الخير والبركة في أرض البحرين.
سلامٌ عليكِ يا أم الشهيد وعلى ابنك الشهيد الشافع لك يوم القيامة الذي فارقك وفارق الأهل والأحبة وترك دار الشخوص والتنغيص، والتحق بمعشوقه ومحبوبه من أجل الحياة الأبدية والنعيم الأبدي.
سلام عليك يا أم الأسير وعلى ابنك القابع في زنزانة الجلاد ينتظر رحمة الله (عزّ وجلّ) وينتظر حضور شعب البحرين الذي يملأ الساحات ليخلصه من آهات العذاب وسطوة الجلاد.
سلام عليك يا أم الجريح وعلى ابنك الذي فقئت عينه أو فقد أحد أعضائه وهو ينتظر الحجرة التي يلتقي فيها بالحور العين حين عرف أنّ الحور العين لا يفوز بهنّ إلّا ذو حظ عظيم.
أيتها الأمّهات العظيمات نعاهد أبناءكنّ الشهداء والأسرى والجرحى على أن نستمرّ في طريقكهم طريق إحقاق الحق ومحاربة المفسدين في الأرض والغاصبين والمحتلين المتربعين على كرسي الحكم بغير حقّ ولا شرعيّة، حتى يحكم الله بيننا وبينهم وهو خير الحاكمين.
الرسالة الخامسة: إلى الأحبة المطاردين والمغتربين:
يا من ضاقت به السبل، وانقطع به الطريق، هاربًا طريدًا، قد ضاقت عليه الأرض برحبها، لا يجد حيلة ولا منجى ولا مأوى، ثق يا عزيزي إنّنا معك ونعيش معاناتك بتفاصيلها، فجلاوزة الكيان الخليفيّ ومرتزقته المجرمين تطاردنا معًا، ونحن لن نألو جهدًا في أن نرفع ولو جزء من معاناتك وآهاتك وعذابك، أمرك وأمرنا إلى الله إنّ الله يفعل ما يريد، وهنا نوصي أهلنا بأن يتحسسوا آلام المطاردين ويفتحوا صدورهم لهم قبل بيوتهم، وليكونوا مثل صاحبة ذلك القلب الكبير، تلك المرأة التي فتحت قلبها وبابها للرجل العظيم والثقة المعتمد عند أبي الأحرار أبي عبد الله الحسين مسلم أبن عقيل، فلتكن القدوة لنا في التعامل مع الأحبة المطاردين.
الرسالة السادسة: إلى ثوّار البحرين وشباب الميادين الأبطال:
يا شباب البحرين أنتم في شهر ضيافة الله، شهر النور والهدى والخير والبركة، شهر العطاء، شهر القرآن، تمسكوا بالقرآن الكريم وعلومه وليكن جهادكم بملء البيوت والمجالس وساحات الجهاد به، فإنّه وسيلة من وسائل النصر والتغلب على النفس الإمارة بالسوء وعلى أعداء الإسلام، سدّد الله خطاكم ونصركم على من ظلمكم وأهلك الله أعداءكم إنّ الله على كلّ شي قدير.
الرسالة السابعة والأخيرة: إلى الديكتاتور حمد:
أيّها الديكتاتور المجرم، يا من ارتهنت لقوى الاستكبار العالمي وأصبحت ذيلاً تابعًا، نقول لك اليوم، إنّ التعدّي على مقام الفقيه القائد آية الله قاسم، سيقودك إلى مصيرك الحتمي الذي لن يكون مختلفًا عن مصير الفراعنة من قبلك كالمقبور صدام حسين الذي سفك دماء الأبرياء وتعرّض للشهيد الصدر وغيره من المراجع العظام، وأنت يا حمد لست بأقوى منهم ولا تملك جرأتهم، وسيأتي اليوم الذي يكون حالك فيه حال المقبور صدام تختبئ كالفأر في الجحور، واعلم أنّ الغلبة لإرادة الشعوب وعزيمتها لا لإرادتك الضعيفة الواهنة المرتهنة، وأنّ للباطل جولة، وللحق دولة، ولينصرنّ الله من ينصره.
رئيس شورى ائتلاف 14 فبراير
الأحد 27 مايو/أيار 2017 م الموافق 2 شهر رمضان 1438 هـ